Monday, December 25, 2023

هل الأسلوب هو البديل

 هل الأسلوب هو البديل

************************************************
لا يمكن للأسلوب ومفاهيمه أن يكون بديلاً للبلاغة .
كل علم من علوم اللغة العربية له مصطلحات وحدود أتقن ضبطها علماء جهابذة . وفق أصول وقواعد تستند إلى بنية وتكوين الكلام العربي وتراكيبه التي تتألف منها الجمل.
وفي علم المنطق لا يمكن الغاء هوية شيء بهوية شيء آخر أو استبدالها ولا يمكن أن يكون للشيء هويتين.
ولو نظرنا في المطول للتفتازاني أو شرح المختصر الذي شغل طلاب العلم من عصر المؤلف إلى يومنا هذا كيف نتركه وكيف تغطي ما فيه من علم مادة جديدة لا تمت له بصلة، هل يقول هذا باحث متخصص ومتبحر في علوم البلاغة والنقد ويفهم مقاصد ومآلات تراكيب الكلام العربي .
لماذا نهرول نحو سراب لنروي أنفسنا من العطش، والسراب تيه.
لنتأمل عروس الافراح للتاج السبكي الذي أبدع في الربط الاصطلاحي العلمي الدقيق ولو اجتمع أدباء العالم لم يأتوا بما اتى السبكي في كتابه ... ثم جاء بعد القرن العاشر السيوطي ليكتب لنا كتابه الفريد عقود الجمان ليوسع من قواعد هذا العلم ثم تلاه العلامة المرشدي ليشرح عقود الجمان شرحا كبيرا واضاف إليه اضافات في غاية الأهمية. وفي القرن الماضي كان الطاهر ابن عاشور أعجوبة هذا الزمان في البلاغة من خلال كتابه التحرير والتنوير .
ثم يأتيك من يقول لك أن البلاغة العربية اصابها الجمود .
متى كان ذلك، وفي أي عصر حدث .
وقيل هذا الجمود فرض علينا تجاوزها في الدراسات النقدية الحديثة.
كلمة (الفرض) أمرها عظيم ، وهذا يعني علينا جميعا أن نرمي كتب البلاغة في زوايا النسيان أو في سلة المهملات
ويجب علينا استخدام علم جديد .
ويجب أن نسكت ولا نذكر علم البلاغة وفي علم المعاني لا نقول بالفصل والوصل ولا اطناب ولا ايجاز، ولا نقول بالبيان من استعارة وتشبيه وكناية، وننسى البديع والمحسنات اللفظية من جناس وطباق وتورية.
إلى غير ذلك لأنه فرض فرضته الحاجة إلى إلغاء البلاغة لأنها لا تحقق المطلوب منها .
لا ادري كيف حققت المطلوب في عصور الابداع وعلو شأن اللغة، ولم تحقق المطلوب في عصر انحطت فيه اللغة إلى مستويات متدنية حتى تداخل الشعر في النثر وضاع النظم وطغى السرد الممل، والاستعارات الممجوجة تحت اسم الرمزية وما هي إلا تعمية للنصوص الهزيلة.
لنرجع إلى مقدمة المرزوقي في شرحه لديوان الحماسة
ولنرجع إلى مختصر التفتازاني الذي دقق وضبط كل عبارة وجملة وحقق مقاصدها وضبط حدودها بشكل عجيب لنتعمق في دراسة هذه الكتب ، وعلينا أن لا نفارق عبد القاهر الجرجاني. فمن زل عن هذه المناهج فقد ضيع وضاع.
أما الأنزياح ... فهذا قصة المجانين
No photo description available.
All reactions:
Waleed Jassim Alzubaidy, Samar AlDeek and 30 others

الانسان العربي في المجتمع الجاهلي وعلاقته بالطبيعة

 الانسان العربي في المجتمع الجاهلي وعلاقته بالطبيعة

************************************************
قال دكتور متخصص في مقارنة الأديان: (الانسان العربي جاء في بيئة ثقافية معينة تسيطر عليها السذاجة المعرفية العلمية في تفسير الطبيعة والثقافة الكتابية الصادرة من الكتاب المقدس). والذي يبدو أن العبارة مضطربة وغير واضحة المقاصد في تراكيبها والكلمات المبهمة الدلالة مثل (معينة) و(سذاجة معرفية علمية) و (ثقافة كتابية ) و(صادرة) .
قبل أن انتقد هذه العبارة التي ليس لها دليل أو مستند بل جميع الدلائل تشير إلى غير ذلك .
أود أن اوضح بعض النقاط التي ينضبط من خلالها الكلام لكي يعبر عن حقيقة ثابتة ومشاهدة في واقع الحياة،
وبذلك تكون المسائل الخبرية بمنزلة المسائل العلمية، ويتفرع على ذلك ان منها القطعي لثبوت الدلائل التي تشير اليه ومنها الضني لأنه يدل على صدق الخبر بالاعتماد على خفة الضبط في نقل الدلائل .
والألفاظ تنقسم في دلالتها على المعاني الى عدة أقسام كما هو معروف في اللسان العربي الفصيح وان منها ما هو ضعيف أو مشكوك فيه أو متروك الاستعمال.
واذا ما ذهبنا إلى كتب مصطلح الحديث سنجد ضوابط المصطلحات النقلية وحدودها في غاية الاتقان وعلى أعلى درجة من درجات الضبط في النقل عن الثقات.
وقد وردت اوصاف الكاتب والأديب في كتب الأدب في مواضع كثيرة ، ومن هذه الاوصاف :
- ينبغي أن يكون الكاتب من ذوي الثبوت.
- سليم الطباع
- خبيرا بالاوضاع
- صحيح الاعتقاد
- بعيدا عن الانتقاد
- متناسب الأدوات
- لا يتشكك في حقيقة ولا يرتاب .
ويكون على جانب من المعرفة بمختلف العلوم ، ويوفي في الكلام مقاصدة ولا يلف تلفيفا فيكون كلامه هذرا أو قعاقع ما تحتها طائل .
والمعنى المنشود هو معرفة أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال ، وان كان هذا التعريف مرجعه إلى علم المعاني ولكن لو طبقناه على كثير من المقولات لتبين لنا من خلاله صدق هذه المقولات من عدمها.
ولو درس هذا الدكتور كتب الأدب العربي الجامعة مثل الكامل في اللغة والأدب والأمالي للقالي وشرح المعلقات والعقد الفريد وعيون الاخبار وطبقات فحول الشعراء وادب الكاتب وفقه اللغة واصلاح المنطق ، وانا اذكر هنا أهم الكتب التي ينبغي لكل اديب وشاعر وكاتب ومتخصص في علوم القرآن ان تكون في متناول يده لعظيم أهميتها .
لو اطلع عليها وتصفحها لعلم كيف كان الأدباء والفلاسفة العرب في العصر الجاهلي يتعاملون مع الطبيعة. وعرف أيضا من الذي الف كتبا في السماء وما فيها من بروج وفي النجوم وموقعها وكتب الأنواء والرياح والمطر وغير ذلك . ولعرف ايضا من هو امية بن ابي الصلت وقس بن ساعدة وغيرهم كثير .
والا كيف جاء الخطاب القرآني من الباري عز وجل عن هذه الأشياء وكيف دعا الانسان للتأمل في كل ما يحيط به في هذا الكون الفسيح.
والشواهد كثيرة جدا في دواوين الشعر الجاهلي وفي الكتب التي ذكرتها وغيرها من البحوث في هذا المجال .
علي محمد العبيدي
كاتب وباحث
1/7/2023
No photo description available.
All reactions:
عطايا الله, Waleed Jassim Alzubaidy and 23 others

لصورة المتخيلة في كتابات الأديب علاء الحمداني بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي

 لصورة المتخيلة في كتابات الأديب علاء الحمداني

بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي
************************************************
.. فيما سبق كان ..
يوم قائِظ من شهر يونيو ، أنتظر الحافلة والشمس تضرب أم رأسي .. تبدو مائلة من بعيد بطابقين و بحملها الثقيل ، تَرَجَل بعض الراكبين ، أرتأيت الجلوس في المقعد الخلفي ، لَم أحشر نفسي ولكن مُجبرا على الجلوس بين رَجلٍ مُسن وإمراة افترشت ثلثي المقعد الطويل بوزنها الثقيل ، تبدو متضايقة لشدةِ الحر وهي تحمل مروحة هواء ورقية أنيقة ، تفرست شزرا وجهها المكتنز المتعرق . انّتَعَشْت للهواء و هي تحركها على وجهها وأنا آخذ حصتي من انسام فاترة على الرغم من صمتي وهي تطال وتضرب أنفي بمروحتها أكثر من مرة ودون أن أتكلم ودون أن تنتبه .. ليس ذنبها وأعلم هو ذنب أنفي الطويل ، .. الزحام شديد ، مددت يدي ، كثيرة هي الدراهم في جيبي افرح حين اسمع رنينها تطرب اذني .. لن يكلفني الموعد سوى بضع دراهم .. قد اعدَدت العدة في ليلة متأخرة و اعتنيت كثيرا في كَي البنطلون الحبري حتى كاد أن يحترق . تعمدت ذلك مرارا لأخفي معالم توسيعه المتكررة ، لم يزل هناك بعض البريق في إحدى فَردَتَي حذائي الأسود و يبدو معقوفا من الامام نحوي بعض الشيء لا أعلم ربما هو التجهم لكثرة الإستخدام المفرط .فَعَكفَ بوّزه باتجاهي ، بِتَشائمِ حذاءٍ أبلاه الدهر ومناقب السير في دروب الحياة الواهنة ، وأزقة متداعية ، قد عانى ما عانى من خدمتهِ الطويلة لي و رغم ذلك أجده أنيقا رغم تفاهتهِ .
يكفيني أن ازداد وجاهة حين ارتدي ربطة العنق الزهرية ،
عمرها سحيقا .. كان أبي رحمه الله
يرتديها في العهود السابقة
حَمَلتُ الكثير من ملامحه إلا بعض الإختلاف ، كنت أحب الصخب ..وأكره تلك الربطة الوحيدة . وأعشق النساء الحالمات بتسلق القمر في ليالي الوحدة و وحشة الروح ، وأعشق السطو في آخر الليل على فاتنات الحي
و برغبتهن ..
رباط عنق مخضرم مجبر أَنْ أرتديه .. لعل اللقاء يُغيّر من رتابتي .. تهيأت للموعد ليلة امس حين استقبلت النداء ..
كيف حالك ..؟ قالتها بصوت رقيق
على سماعة الهاتف الأسود
بقرصه الدائري وأرقامه المثقوبة ،
كان موعداً غرامياً ..
تأملت أن أرى صاحبة الصوت الملائكي لم أعهد المغازلة ستكون جميلة .. ربما كما أدَّعَتْ على الرغم من عدم معرفتي لها . ولا اعلم كيف حَصَلَتْ على رقم هاتفي .
ترجلت من الحافة بصعوبة ، الزحام شديدا ..
قالها مسن يمشي بجواري
أبن اختي .. (دير بالك من السراق)
شعرت حينها إن لي هيبة .. مختال بنفسي أكثر مما أضن ..
أعترضني صبيٌ (عمي تصبغ) .. ربما لم أحقق أُمنية الحذاء يبدو انه فَطَرَ قلب صباغ الأحذية فأعتذرتُ .. دون أنْ أُثير أنتباه حذائي العتيد ..
و على ناصية قريبة من حديقة الزهور دَخَلت الكازينو ، كانت تجلس وحدها في الركن الاول على طاولة مزدوجة ، نعم هي كما قالت أنها ترتدي كنزة بيضاء موشحة بالاخضر .. فألقيت السلام مرحبا عزيزتي .. التَفَتَتْ .. فانصدمت لوهلة وتسمرت مكاني ، بَلَعت ريقي .. وقد أصابني الوجوم .. يبدو انفها معقوفا تباً.. يذكرني بحذائي المهترئ ..وجهها يشيع الابتئاس ، قالت بصوت مفزع أجلس ، فجَلست على حافة الكرسي تلعثْمْتْ ولا أعلم كيف نَطَقتْ ، آسف اسمحيلي لم تَكن أنتِ من أتصلت و وصفتِ يبدو انك لستِ من قصدتها .. أجابت بل أنا وأبكرت في الحضور ،
أجبتها أنك كاذبة . أين عينيك الزرقاوين ، أو بالأحرى دعينا من ملامحك . كنت لأرضى و كان الأجدر أن تستعيني بالصدق . لَكنتُ أحسنت الظن بك فاسمحيلي بالمغادرة . أزدرت وانتفَضَت وضربت الطاولة بكفها وعيناها جاحظتين ، مما أثار إنتباه النادل ،
على ما يبدو أني كنت صيدا سهلا .. وقبل أن تنطق قرأت ملامحها ، سمعت منها بعض السِباب ، نهضت وأدرت ظهري و أطلقت قدمي للريح . فما جدتني إلا في ركن الشارع مبتعدا مسافة تفي بالغرض، شعرت بالأمان كأني نفذت من جرم ما ، أخرجت ما في جعبتي وأنا أعُب أنفاسي ، عدَدّتُ دراهمي تكفي ..
أشتريت ربطة عنق جديدة و حذاءً جديداً تركت القديم بفكه المعوج على أقرب رصيف .. علَّ رَجُلاً ذو حظ عاثرٍ يرتديه.
************************************************
تتميز كتابات الأديب والكاتب علاء الدين الحمداني الشعرية منها والقصصية بالتصوير الفني الذي يسعى الكاتب من خلاله إلى الجمع بين ما يتخيله وبين الصورة التي تمر أمام عينيه ، فيلتقط هذه الصورة ويحفظها في ذاكرته ثم يوفق بينها وبين الموقف الذي حصل في ذلك المكان ويبدأ بالتأليف بين الصورة والألفاظ التي يبني منها الجمل المعبرة بدقة عن الاحداث التي درات هناك وتدخل في ذلك عدة عوامل منها قدرته على التعبير بطريقة سلسة بأسلوب فني وبلاغي يدل على تمرس الكاتب في هذه الصنعة .
وليس في الامر من شك أن ارضية افكار هذا الكاتب خصبة لانه يداوم على سقيها بكل ما هو مفيد يضاف إلى ذلك التجارب الأدبية المستمرة وتذوقه لمختلف الأعمال الأدبية اهلته لكي يجني ثمار جهده ويقدم اعمالا ادبية بهذا المستوى تستحق ان تكون في المقدمة .
وقد شغلتني هذه القصة منذ نشرها ولحد الآن، فقد علقت في ذاكرتي كيف كانت الصور التي تخيلها الكاتب وكيف تمكن أن يتسلل بطريقته إلى أفكار المتلقي ليأخذه معه إلى عالمه يتامل معه هذه الصور الفنية والتي تناولها بايجاز وعزز من خلالها هذه القصة فجاءت على جانب من الضبط وحسن الترتيب وتسلسل الأحداث.
أنا لا أريد أن أتحدث عن جميع الصور الموجودة في القصة ولكن قصدت أن جلب انتباه المتلقي إلى القدرة الفنية لهذا الأديب وكيف يتمكن من ان يستحوذ على افكار كل من يقرأ نتاجه الأدبي .
في الجملة الأولى والثانية من بداية القصة وفي عشر كلمات أو أقل تمكن الكاتب من تصوير مواقف متعددة بقدرة لغوية بديعة وهي المناخ الصيفي .. وشدة الحر .. والمحطة.. والانتظار .. والشمس المتعامدة على الرأس .. وشكل حافلة نقل الركاب ذات الطابقين.
ثم دخل بعد ذلك إلى تفاصيل يصف من خلالها كيف كانت الحافلة مكتضة بالركاب وكيف ترجل عدد منهم حال توقفها في المحطة ومن ثم صعود عدد اخر من المنتظرين إليها، بعد ذلك تصوير داخل الحافلة وتفاصيل الكراسي وطريقة الجلوس إلى غير ذلك مما يجعلك أن تتخيل نفسك وانت تستقل هذه الحافلة وليس غيرك .
وقد ذكرني الكاتب في قصته هذه برأي علماء البلاغة الاوائل وهو قوة ملابسة الكاتب الأحداث وقدرته الادبية للتعبير عن الحدث.
وهنا كانت اشارات الكاتب ودقته في صحة التصوير وتحويله إلى الفاظ مقروءة تعبر بصدق عن ما يريده الكاتب والطريقة التي تساعده لكي تضيء بصيرة المتلقي كانت العامل الأساسي الفاعل في نجاح الكاتب من الوصول إلى المتلقي بهذه الإيجابية المتميزة.
واذا ما تأملنا قدرات هذا الكاتب من خلال ما يقدمه بين حين واخر نجد أن جرس افكاره يرن بين فترة واخرى لينبه الكاتب على تفقد نفسه وانه قد تجمع في صلب ذاكرته شئ يقول له اجمع احاسيسك ومشاعرك وراجع ما عندك وابحث في دقائق الخزين واختر من الفاظك ما يناسب العمل الجديد وأسلوب كتابته، وهذا ليس مدحا للكاتب وانما هو ديدن كل اديب متمرس وعلى جانب من الفراسة ويريد أن يحافظ على مستواه الأدبي ويحاول دائما أن يطور من قداراته وامكانياته.
وأود أن اشير إلى أن الأديب علاء الدين الحمداني عنده مساحة واسعة من التصور لمختلف المواقف التي تمر به اضافة إلى قدرته في ترجمة الأفكار والصور بطريقة دقيقة وواضحة بعيدة عن تداخلها في بعضها البعض خالية من التعقيد بعيدة عن التراكيب المعقدة التي لا يمكن فهمها الا بصعوبة ولا تحتاج إلى المد والتطويل، وهذا كله يجعله قريبا من المتلقي لانه سيعرف مهارة ودربة الكاتب عن قرب.
علي محمد العبيدي
كاتب وباحث
4/7/2023

القلب النقي >>>علي محمد العبيدي

 القلب النقي

ما أحلى القلب النقي والقرآن مرتعـــــــــــــــه
إذا مـــــال أو هــــــــوى فالأحكام تردعــــــــــــــه
يحميــه من نفســــــــه إلى الصواب يرجعــه
سـدٌ منيـعٌ حافــــــــــظٌ من الشرك يمنعـــــــــه
ويخشع القلب مخبتاً في كل حينٍ يسمعـــه
ترى منه آيــــــــــــــــــاتٍ في الكون مودعـــــــــه
سبحان الرب الّـــــــذي أنزله وأبدعــــــــــــــــــــــه
علي محمد العبيدي
23/11/2021

الإنزياح مصطلح دخيل

 

 
Shared with Your friends
Friends
الإنزياح مصطلح دخيل
************************************************
‏مصطلح الانزياح : قال ابن منظور في لسان العرب انزاح عن ينزاح، انزح، انزياحا، فهو منزاح، والمفعول منزاح عنه . انزاح المرض عنه : زال عنه وانكشف. وقال الفيروز آبادي في قاموس المحيط : زاح عن، يزيح، زح، زيحا وزيوحا وزيحانا، فهو زائح، والمفعول مزيح عنه، زاح الشئ ذهب وتباعد.
قال الشاعر :
فلأيا أزاحت علّتي ذات منسم *** نكيب تغالي في الزّمام خنوف
وهذا يعني أن هذه الكلمة يعرفها النحويون وعلماء اللغة العربية ، ولم يضعوها ضمن مصطلحاتهم النحوية والبلاغية .
ترى هل جهلها الجهابذة الكبار وعلمها المعاصرون!
(L'ecart)المصطلح
ويظهر في مترجم Google على الانترنيت عند نقله من الفرنسية الى العربية بمعنى (الفجوة) . ولم أعثر على المصطلح في قاموس المنهل تأليف الدكتور عبد الجبور نور والدكتور سهيل ادريس وهو قاموس لغة عام . ولم اعثر عليه في القاموس الفرنسي العربي وهو قاموس لغوي - علمي .
هو مصطلح فرنسي يخص علم النفس ويعالج قضايا عقلية ثم بعد ذلك تحول استخدامه في الادب الفرنسي بمفهوم مستحدث عندهم هو (الخروج على أو عن المألوف) ، ورفضه الادباء والنقاد البريطانيون ولم يدخلوه ضمن مصطلحاتهم الادبية والنقدية . علما ان هذا المصطلح لم يثبت لحد الان له على تعريف محدد . وكل المحاولات التي تسوغ لقبوله وإقحامه في مصطلحات لغتنا هي محاولات باطلة ولا تستند الى دليل علمي عربي علما أن علوم اللغة العربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدراسات القرآنية لأنه هو الضابط اللغوي واللفظي للكلام العربي وكل مصطلح (له رسم ، وله حد) .. وان علماء الوضع وضعوا مصطلحات اللغة والنحو والبلاغة بناء على الذي تعنيه تركيب اللغة العربية وضبطوا كل مصطلح بحده الذي يحده ورسم هذا الحد وفق لغة العرب وضوابطها .. وما ينسب الى ابن جني وابن سلام والجرجاني وقدامة بن جعفر من أنهم أشاروا الى هذا المصطلح في مؤلفاتهم محض افتراء ..لأنه من الدخيل ولا يطابق مصطلحاتهم بأي حال.
وهناك رسالة دكتوراه عنونها(الانزياح في القرآن الكريم).
س/ هل في كلام الباري عز وجل شيء خارج عن المألوف.
ثم توالت رسائل الماجستير والدكتوراة في مختلف جامعات الوطن العربي حتى بلغت حدا لا يصدق.
لا أدري هل أحدث هذا المصطلح نقلة نوعية في تطور علوم اللغة والادب؟
أم انه تقليد وتبعية بلا حسابات دقيقة؟
اللغة والأدب والتراث أمانة في اعناق ذوي الاختصاص.
وضرر الدخيل في لغتنا أخطر من السرطان في الجسد .
#الوضع
#البلاغة
#الانزياح
#ابن_جني
#ابن_سلام
#الجرجاني
#قدامة
#مصطلح
#الدخيل
#النقد

(ثرثرةُ نهار) بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي

 دراسة نقدية النص الذي كتبه الأديب علاء الدين الحمداني الحمداني (ثرثرةُ نهار)

بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
لهذا النهارِ ملامحُ جارتِنا السبعينيةِ بتجاعيدِها العميقةِ تفترشُ البابَ ،
سدرتُنا المتيبسةُ منذ سنواتٍ لم يعدْ سُقياها ذا فائدةٍ ، نفضت اوراقها منذ سنين طوال . هجرتها العصافير ... وجهي في المرآةِ لا أميزُهُ .. سياجُنا المتداعي تسندهُ بقايا شجرةِ الصفصافِ العتيدةِ .. قِنُّ الدجاجِ المتهالكِ خلفَ الدارِ باتَ مأوىً للقططِ .. صديقتي لم تفارقْها فكرةُ نفخِ ثدييها على الرغمِ من نحافتِها الشديدةِ ..
الدغلُ ينبتُ بجوارِ شجرةِ الآسِ غائراً في جذورِها .. لم تعدْ والدتي تنشرُ غسيلَها على السطحِ .. مفاصلُها تآكلت .. أبو سعيد الملاصقُ لبيتِنا صاحبُ التسعينَ عاماً أسمعُ صوتَهُ وهو يتذمرُ كثيراً حين يحممهُ أبنهُ في باحة الدار ...
من غرفةٍ مجاورةٍ شباكُها عالٍ تضحكُ صَبيةٌ وأختُها الفَتَيَّةُ ..تَعَوَدتا منظرَ الرجل المُسن العاري في الطَستِ ..
صوتُ أمُّ صلاحِ الصاخبِ.. المتسلطةِ والبدينة تهرعُ الى الشارعِ حاملةً مكنسةً وتكادُ تُجنُّ .. تطاردُ الهرَّ ..الذي أختارَ كرسيها الهزاز للبرازِ ... زوجها النحيل أبو صلاح متشمتٌ ومُتَشَفي وهو مُنكَبٌ على غسلِ الصحونِ ..
الحملُ ثقيلٌ على ظهرِ تلكَ العجوزِ وهي تحملُ قنانيَ الألمنيومِ الفارغةِ وبعضٍ من مخلفاتِ البلاستيك وفي فمها سيكار بلا فلتر على ما يبدو مطفأة ..
مثلَ حصانٍ نافقٍ من ترقدُ في الجراجِ بأطاراتِها المتهالكةِ سيارةُ أبي رحمهُ اللهُ .. أرثٌ ثقيلٌ .. وتركةٌ باليةٌ .
كلُّ شيءٍ بالٍ .. الإزقةُ.. الشوارعُ القديمةُ بأخاديدها الجوفاءِ .. صحفُ الاحزابِ البليدةِ .. المقبرةُ الملاصقةُ لزقاقِنا الضيقِ .. مهجورةٌ لا مكانَ فيها للدفنِ .. الجسورُ متداعيةٌ ..
منذ زمنٍ بعيدٍ هاجرتنا اللقالقُ من فوقِ كنيسةِ أمِّ الأحزانِ في شورجةِ بغدادَ ..
ملامحُ المارةِ شاحبةٌ يعتليها وجوم وعيونهم جاحظة ..
أعمدةُ الكهرباءِ مثقلةٌ بالاسلاكِ مكتضةٌ بِصورِ الراحلين ..
كم أفتقدُ الأرصفةَ لاوجودَ لها ... لربَّما أصابها الاندثارُ فلا مكانَ للمسيرِ ...
تجاعيدُها كثيرةٌ تلك اليد التي تربت على كتفي .. وأنا يَضجُّني المللُ وأحاولُ الهروبَ من هذهِ الرتابةِ المفعمةِ بالغربةِ ... بصوت خفيض همست لا تحفلْ يا بُني كلُّ شيءٍ آيلٍ للسقوطِ.. بأمكانكَ إعطائي سيجارةً وبعضَ النقودِ .. نقدتها ما تيسرَ وقاسمتها السكائرَ ..ومضيتُ ..
وحدها تلك المواكبُ كواكبٌ في وضحِ النهارِ تجوبُ الرحابَ بالرفضِ وبالصراخِ ...
آآهٍ لو ألجُ رأسي في الطينِ.. تراودني فكرةٌ ربما ساذجةٌ .لكل التداعيات ، تدعوني للضحكِ ..لو أعملُ ُفلر ... سأبدو مقرفاً.. لربما يصيبني مَسٌّ من الجنون وأنا أحثُّ الخطى بين كلِّ هذا التناقضِ الغريبِ .. المريبُ في الامرِ ..
كيف يرانا اللهُ
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
يصور لنا الشاعر العديد من الحالات أو العينات التي رصدها من واقع الحياة والتي تدور أحداثها في أماكن مختلفة من نفس البيئة التي يعيشها هو أو أي فرد يعيش معه ويتجول في نفس المدينة ويرتاد الأماكن والحالات التي رصدها الشاعر.
مستغلا قدراته الفنية في تطويع هذا العمل الأدبي لكشف الواقع الخفي من حياة شرائح المجتمع المتعددة غطت عليها ظروف اجتماعية وسياسية ومتغيرات سريعة اجتاحت كل الشرائح الاجتماعية على مختلف الاصعدة والتي صورها الكاتب بطريقة إنسانية لطيفة لا تخلو من الطرافة والسخرية في بعض الأحيان ولكنها حملت مغزى بعيد أراد الكاتب أن يظهره على طريقته الخاصة. وهي طريقة ذكية في رصد الكاتب لهذه الشرائح وتمكنه من رسم مشاهد الواقع وما طرأ عليه ، وقد وظف امكانياته في محاكاة هذه الشخصيات ليكون هذا العمل تعبيرا دقيقاَ لآرائهم في الحياة ، وكانت طريقة العرض هذه بمثابة وضع ركائز اساسية لمعرفة الوضع الاجتماعي ومن خلالها يمكن معرفة وتحديد العلاقة في التعامل ومقارنتها مع النموذج الانساني الذي يحفظ للانسان كل حقوقه في الحياة.
لكن الشيء الذي يشد المتلقي نحو النص هو طريقة التصوير الفني للشاعر الذي وضع نفسه موضع المتعايش مع الاحداث وطريقة وصف الأشياء بدقائقها من الاوراق المتساقطة إلى الأغصان اليابسة والمتكسرة إلى وصف الابنية المتهالكة إلى الشارع والرصيف والجسور وحتى الأعشاب والحشائش . بالإضافة إلى نقطة في غاية الأهمية هي عرض جوانب من حياة الأشخاص الذين يسكنون هذه المناطق. وهنا أعطى النص حيوية كبيرة وحالة من الإثارة أشبعت النص وزادت من حالة تخيل الأشياء بدقة من قبل المتلقي .
وهي في اساسها حالة غريبة من احتدام الأفكار في رأسه قادته إلى تصوير هذه الأماكن والاشخاص وكأنه قصدها لرغبة في نفسه لتحقيق أهداف واضحة الملامح .
الطريقة السمحة التي استخدمها الكاتب في مسار النص وكسر حالة جموده في قالب معين إلى انفتاحه على مواقف واحداث مختلفة شكلا وتتفق في نتائجها.
قوة وترابط ملابسة الأحداث وربطها باواصر قوية توضح العلاقات في الحوادث بالرغم من تغير الأماكن.
مع إظهار هذه القوى بانها تشير بعضها إلى بعض .
وهذه الحالة مع مرافقة المجاز البلاغي والتشبيهات التي استخدمها الكاتب اعطته فرصة كبيرة في طريقة التصوير وباساليب تتغير حسب المواقف والمشاهدات التي رصدها الكاتب في الأماكن المختلفة مما وفرت حالة من الاتساع الخيالي مع بعض القرائن التي استخدمها كسرت كل القيود التي احاطت بالنص فاعطته هذه الأريحية في نقل المتخيل الفكري وتحويله إلى نص مؤثر ، وكأنه كان قد خزنها في ذاكرته وعمل على اظهارها بشكل مقنن على حسب ما تتطلبه الحالة التي يريد أن يرسم ملامحها ومن ثم يعطيها صورتها النهائية.
ولا تكتمل صحة نقل الصورة وترجمتها إلى كلمات إلا من خلال ترتيب العلاقات التي تسوًغ صياغة الجملة وقبولها عند المتلقي، وقد نجح الكاتب في هذا الجانب .
وفي هذا دلالة واضحة على قدرة الكاتب وخبرته في هذا المجال وحسن مراعاته لطريقة التصوير وارتباطها بالخيال من جانب وفي ترجمتها إلى عبارة مكتوبة يفهمها المتلقي من جانب آخر ، وهذا يعتمد على حسن تصرف الكاتب وعلى قدراته الذهنية والحسية في دقة التعبير.




عملية تمرير المبادئ والعقائد والايديولوجيات من خلال الأدب ... بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي

 عملية تمرير المبادئ والعقائد والايديولوجيات من خلال الأدب ... بقلم الكاتب والباحث علي محمد العبيدي

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
إن غاية أصحاب المبادئ الفلسفية والمبادئ العقائدية والمبادئ الايديولوجية ومنظريها هي الوصول إلى فكر المتلقي في مختلف مستويات الثقافة وغرسها في النفوس وترسيخها في العقول .
وأهم وسيلة تساعد على تمرير ووصول مختلف الأفكار والنظريات والمعتقدات هي الأدب .
وأبرز من استثمر الأدب في تمرير وترسيخ عقائدة وافكاره هو الجاحظ من خلال كتابه البيان والتبيين. حيث أنه رسخ عقائده الاعتزالية من خلال هذا الكتاب، كما وانه سعى في باقي مؤلفاته إلى نفس الطريقة التي سار عليها في الكتاب السابق الذكر.
وعند نشوء طائفة الخوارج استغلوا هذا الجانب استغلالا ذكيا واجتمع عندهم عدد كبير من الشعراء والأدباء والكتاب حتى ظهر أدب الخوارج بشكل واضح وجريء وقد عقد المبرد فصلا في كتابه الكامل في اللغة والأدب أطلق عليه اسم أدب الخوارج .
وقد كان لازدهار الشعر التعليمي أثرا بالغا في هذا المجال حيث اعطى الشعراء مساحة واسعة تمكنهم من نظم قصائدهم في مختلف المجالات الفكرية ومن خلال هذه القصائد يبثون افكارهم وعقائدهم مثل نظم الجوهر المكنون في علم البلاغة للاخضري، والذي نشر من خلاله عقائد التصوف والحلول والإتحاد التي يعتقدها.
واستمرت هذه الطريقة إلى يومنا هذا وتطورت على أيدي الباحثين والمتخصصين في هذه المجالات حتى صارت جزء ثابت من العملية التربوية في المدارس من بداية التدرج التعليمي والتربوي حتى مستوى الجامعة وفي المجامع العلمية والمنتديات الأدبية وباساليب وطرق متعددة تظهر في النتاج الأدبي الذي يحمل دلالات الانحياز كل إلى معتقده وطبيعة حياته الاجتماعية، وعدم الالتفات إلى المبادئ والقيم التي من أجلها قامت الحركة الأدبية في مختلف العصور.
وقد ظهرت هذه النزعات بشكل واضح بعد ما ظهرت بوادر الضعف والتشتت في الدولة العباسية وبداية ظهور الدويلات ونشوء أخطر نزعة دينية وقومية في بلاد فارس الا وهي الحركة الشعوبية التي ساندت المغول في إسقاط الدولة الإسلامية، وحل الدمار والتخلف والجهل وانهيار المنظومة الثقافية والعلمية على مختلف الأصعدة.
وفي أوربا كان الأمر واضحا في استخدام الأدب كأداة حماسية وفكرية استقطبت الجماهير في البدايات التي مهدت للثورة الفرنسية.
وفي دولة الاتحاد السوفيتي السابق والتي استغلت الأدب والأدباء لتمرير افكارها الاشتراكية على أوسع نطاق.
وقبيل القرن العشرين ومع بداياته ظهرت في الوطن العربي مجموعات ادبية وثقافية مولتها واستغلتها جهات عديدة تحمل عقائد وايديولوجيات مختلفة لها أهداف واتجاهات كثيرة جدا تكاثرت وعلت اصواتها بشكل ملحوظ تنادي بالتغيير والحرية ومسميات كثيرة جدا لكنها تدور في إطار الحرية (ومن يكره الحرية أو يحاربها). وتتحرك هذه المجموعات وتنشر افكارها بطريقة عشوائية وغير منظمة ولكنها عملية مقصودة لإشاعة الفوضى والاضطراب في النسيح الاجتماعي العربي مستغلة حماس الشباب المغرر بهم تحت شعارات رنانة مفرغة من المضامين العلمية الواضحة وغير خاضعة لائ دراسة اكاديمية على أرض الواقع. والتي جرت الويلات على الأمة لكنها لم تكتشف إلا بعد فوات الأوان.
ان الأدب هو قيمة عليا يعبر من خلاله الأدباء عن حياة الانسان والمجتمع وما يدور فيها من تفاعلات ، ويكون الأديب والكاتب والشاعر هو واسطة التعبير وتصوير هذه التفاعلات باسلوب ادبي جميل يجد فيه المتلقي المتعة من خلال الذوق الابداعي الذي رسمه وان استغلاله بطريقة غير انسانية يعود بالضرر على الثقافة والسلوك الاجتماعي المنتظم.
No photo description available.
All reactions:
علي عبدالرضا الناقد والقاص, د.مصطفى عطية and 17 others

هل الأسلوب هو البديل

  هل الأسلوب هو البديل ************************************************ لا يمكن للأسلوب ومفاهيمه أن يكون بديلاً للبلاغة . كل علم من علوم الل...