الأنانية
الانانية تولد الحسد
والحسد يولد البغضاء
والبغضاء تولد الإختلاف
والإختلاف يولد الفرقة
والفرقة تولد الضعف
والضعف يولد الذل
والذل يولد زوال الدولة وزوال النعمة وهلاك الأمة
الأنانية
الانانية تولد الحسد
والحسد يولد البغضاء
والبغضاء تولد الإختلاف
والإختلاف يولد الفرقة
والفرقة تولد الضعف
والضعف يولد الذل
والذل يولد زوال الدولة وزوال النعمة وهلاك الأمة
الألفاظ الكتابية
للهمداني عبد الرحمن بن عيسى
الأمر المنيع
تقول هذا أمرٌ منيع المطلب
وصعب المرام
بعيد المتناول
شديد المزاولة والمراس
عسير الخطة
وعر الملتمس
كؤود المطلب
عزيز المطلب . أي مستصعب
معجز الدّرك
ومعجزٌ ومعوزٌ
وعزيز الوجود
صعب المزاولة
تفسير الآية9 من سورة يونس
قال ابن جرير الطبري
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ، إن الذين صدَّقوا الله ورسوله ، (وعملوا الصالحات)، وذلك العمل بطاعة الله والانتهاء إلى أمره (يهديهم ربهم بإيمانهم) ، يقول: يرشدهم ربهم بإيمانهم به إلى الجنة،
* * *
وقوله: (تجري من تحتهم الأنهار) ، يقول: تجري من تحت هؤلاء المؤمنين الذين وصف جل ثناؤه صفتهم ، أنهار الجنة ، ( في جنات النعيم) ، يقول في بساتين النعيم ، الذي نعَّم الله به أهل طاعته والإيمان به
* * *
فإن قال قائل: وكيف قيل : ( تجري من تحتهم الأنهار) ، وإنما وصف جل ثناؤه أنهار الجنة في سائر القرآن أنها تجري تحت الجنات؟ وكيف يمكن الأنهار أن تجري من تحتهم ، إلا أن يكونوا فوق أرضها والأنهار تجري من تحت أرضها؟ وليس ذلك من صفة أنهار الجنة، لأن صفتها أنها تجري على وجه الأرض في غير أخاديد؟
قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ، وإنما معنى ذلك: تجري من دونهم الأنهار إلى ما بين أيديهم في بساتين النعيم، وذلك نظير قول الله: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا [سورة مريم: 24]. ومعلوم أنه لم يجعل " السري" تحتها وهي عليه قاعدة ، إذ كان " السري" هو الجدول ، وإنما عني به : جعل دونها: بين يديها، وكما قال جل ثناؤه مخبرًا عن قيل فرعون، أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ، [سورة الزخرف: 51] ، بمعنى: من دوني، بين يديّ
قال الحافظ ابن كثير:
وهذا إخبار عن حال السعداء الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، وامتثلوا ما أمروا به ، فعملوا الصالحات ، بأنه سيهديهم بإيمانهم .
يحتمل أن تكون " الباء " هاهنا سببية فتقديره : بسبب إيمانهم في الدنيا يهديهم الله يوم القيامة على الصراط ، حتى يجوزوه ويخلصوا إلى الجنة . ويحتمل أن تكون للاستعانة ، كما قال مجاهد في قوله : ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) قال : [ يكون لهم نورا يمشون به ] .
ابن الرومي
طير النوم من جفوني
المجتبى
ابن دريد
السريرة الكامنة
هي أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع
ليس من العدل القضاء بالظن على الثقة
حسبك من البغي حسن المكاشرة
شافع المذنب خضوعة بالمعذرة
لا بذل أعظم قدراً من المساعدة
أمالي الزجاج
في الصديق
صديقك حين تستغني كثير ومالك عند فقرك من صديق
فلا تغضب على أحد إذا ما طوى عنك الزيارة عند ضيق
قال ابن عراق
إذا أفادك إنسانٌ بفائدة من العلوم فأكثر شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاهُ اللهُ صالحةً أفَادَنيها وألغِ الكبْرَ والحسدا
فالحُرُّ يُظْهِرُ شُكْراً للْمُعينِ له خَيْراً وَيشْكُرُهُ إن قامَ أو قَعَدا
طراز المجالس
شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي
الحديث ذو شجون
ولنذكر طرفاً من الاستعارة والتشبيه
منه ما يتعلق بالماء
قال الثعالبي
العرب تستعير في كلامها الماء لكل ما يحسن منظره
وموقعه ويعظم قدره ومحله
فتقول ماء الوجه
وماء الشباب وماء السيف
وماء الحياة وماء النعيم
كما تستعير الإستسقاء في طلب الخير
قال رؤبة
يا أيها المايح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا
الميح : جمع الماء في الدلو
وغاية دعائهم للمرجو والمشكور أن يقولوا سقاه الله
فاذا تذاكروا أياماً سبقت لهم قالوا سقى الله تلك الأيام
العبقرية
أصلها ومعناها اللغوي
عَبقَريّ: اسم
مَنْسُوبٌ إِلَى عَبْقَرَ
إِنَّهُ كَاتِبٌ عَبْقَرِيٌّ : يَأْتِي بِعَمَلٍ فِيهِ كَمَالٌ وَإِبْدَاعٌ وَخَلْقٌ فَنَّانٌ عَبْقَرِيٌّ عَبْقَرِيٌّ فِي الْمُوسِيقَى
العَبْقَرِيُّ : نِسْبَةٌ إِلى عَبْقَر: وهو صِفَةٌ لكلِّ ما بولِغَ في وصْفِهِ وما يفوقُهُ شيءٌ
رجلٌ عَبْقَرِيٌّ، وثوبٌ عَبْقَرِيٌّ
العَبْقَرِيُّ :السيِّدُ
العَبْقَرِيُّ :الكبيرُ
العَبْقَرِيُّ: الدِّيباجُ
العَبْقَرِيُّ :الطَّنَافِسُ الثِّخَانُ
قال ابن منظور في لسان العرب
عبقر
"عَبْقَر: موضع بالبادية كثير الجن.
يقال في المثل: كأَنهم جِنُّ عَبْقَر؛ فأَما قول مَرَّار بن مُنْقِذٍ العَدَوي: هل عَرَفْتَ الدارَ أَم أَنكرتَهَا بَيْنَ تِبْراكٍ فَشَمَّيْ عَبَقُرْ؟ وفي الصحاح: فَشَسَّيْ عَبَقُرْ، فإِن أَبا عثمان ذهب إِلى أَنه أَراد عَبْقَر فغير الصيغة؛ ويقال: أَراد عبَيْقُر فحذف الياء، وهو واسع جدّاً؛ قال الأَزهري: كأَنه توهم تثقيل الراء وذلك أَنه احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن، فلو ترك القاف على حالها مفتوحة لتحول البناء إِلى لفظ لم يجئ مثله، وهو عَبَقَر، لم يجئ على بنائه ممدود ولا مُثَقَّل، فلما ضم القاف توهم به بناء قَرَبوسٍ ونحوه والشاعر يجوز له أَن يَقْصُِر قربوس في اضطرار الشعر فيقول قَرَبُس، وأَحسن ما يكون هذا البناء إِذا ذهب حرف المدّ منه أَن يثقل آخره لأَن التثقيل كالمد؛ قال الجوهري: إِنه لما احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن وتَوَهَّمَ تشديد الراء ضم القاف لئلا يخرج إِلى بناء لم يجئ مثله فأَلحقه ببناءٍ جاء في المَثَل، وهو قولهم هو أَبْردُ من عَبَقُرٍّ، ويقال: حَبَقُرٍّ كأَنهما كلمتان جُعِلَتا واحدة لأَن أَبا عمرو بن العلاء يرويه أَبرد من عَبِّ قُرٍ؛ قال: والعَبُّ اسم للبَرَد الذي ينزل من المُزْن، وهو حَبُّ الغَمام، فالعين مبدلة من الحاء.
والقُرُّ: البَردُ؛
وأَنشد: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍ باردٌ،أَو ريحُ مسك مَسَّه تَنْضاحُ رِكْ ويروى: كأَنَّ فاها عَبْقَرِيٌّ بارد والرِّكُّ: المطر الضعيف، وتَنْضاحُهُ: ترشُّشه.
الأَزهري: يقال إِنه لأَبْرَدُ من عَبَقُرٍّ وأَبرد من حَبَقُرٍّ وأَبرد من عَضْرَسٍ؛
قال: المبرد والحَبَقُرُّ والعَبَقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ.
الأَزهري:، قال عَبَقُرٌّ والعَبَقُرُّ البَرَد.
الجوهري: العَبْقَرُ موضع تزعم العرب أَنه من أَرض الجن؛ قال لبيد: ومَنْ فادَ من إِخوانِهِم وبَنِيهِمُ،كُهُول وشُبَّان كجنَّةِ عَبْقَرِ مَضَوْاً سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ بَهيّاً من السُّلاَّفِ، ليس بِجَيْدَر أَي قصير؛ ومنها: أَقي العِرضَ بالمال التِّلادِ، وأَشْتَري به الحمدَ، إِن الطالبَ الحمد مُشْتَري وكم مُشْتَرٍ من ماله حُسْنَ صِيته لآِبائِهِ في كلّ مَبْدًى ومَحْضَرِ ثم نسبوا إِليه كل شيء تعجبوا من حِذْقِهِ أَو جَوْدة صنعته وقوته فقالوا: عَبْقَرَِيٌّ، وهو واحد وجمع، والأُنثى عَبْقَرِيَّةٌ؛ يقال: ثياب عبقرية.
قال ابن بري: قول الجوهري العَبْقرُ موضع صوابه أَن يقول عَبْقَرٌ بغير أَلف ولام لأَنه اسم علم لموضع؛ كما، قال امرؤ القيس: كأَنّ صَليلَ المَرْوِ، حين تشدُّهُ،صَليلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بعَبْقَرا وكذلك قول ذي الرمة: حتى كأَنَّ رِياض القُفِّ أَلْبَسَها،من وشْيِ عَبْقَر، تَجْليلٌ وتَنْجِيد؟
قال ابن الأَثير: عَبْقَر قرية تسكنها الجن فيما زعموا، فكلَّما رأَوا شَيئاً فائقاً غريباً مما يصعب عملُه ويَدِقُّ أَو شيئاً عظيماً في نفسه نسبوه إِليها فقالوا: عَبْقَرِيٌّ، اتُّسِعَ فيه حتى سمي به السيّد والكبير.
وفي الحديث: أَنه كان يسجد على عَبْقَرِيٍّ؛ وهي هذه البُسُط التي فيها الأَصْباغ والنُّقوش، حتى، قالوا ظُلْمٌ عبقريّ، وهذا عبقريٌّ قوم للرجل القوي، ثم خاطبهم الله تعالى بما تعارَفوه: فقال عَبْقَريّ حِسانٍ؛ وقرأَه بعضهم: عَباقِريّ، وقال: أَراد جمع عبقريّ، وهذا خطأٌ لأَن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي، لا يُجْمَع الخَثْعَمِيُّ بالخَثاعِمِيّ ولا المُهَلَّبِيُّ بالمَهالِبِيّ، ولا يجوز ذلك إِلاَّ أَن يكون نُسِب إِلى اسم على بناء الجماعة بعد تمام الاسم نحو شيء تنسبه إِلى حَضاجِر فتقول حضاجِرِيّ، فينسب كذلك إِلى عباقِر فيقال عباقِرِيّ، والسراويلُ ونحو ذلك كذلك؛ قال الأَزهري: وهذا قول حُذَّاق النحويين الخليل وسيبويه والكسائي؛ قال الأَزهري: وقال شمر قرئ عباقَريّ، بنصب القاف، وكأَنه منسوب إِلى عباقِر.
قال الفراء: العَبْقَرِيّ الطنافِس الثخانُ، واحدتها عَبقريّة، والعَبْقَرِيّ الديباج؛ ومنه حديث عمر: أَنه كان يسجد على عَبْقَرِيّ.
قيل: هو الديباج، وقيل: البسُط المَوْشِيّة، وقيل: الطنافس الثخان،وقال قتادة: هي الزَّرابيّ، وقال سعيد بن جبير: هي عِتاقُ الزرابي، وق؟
قالوا عَباقِر ماء لبني فزارة؛
وأَنشد لابن عَنمة: أَهْلي بِنَجْدٍ ورحْلي في بيوتكمُ، على عباقِرَ من غَوْريّة العلَ؟
قال ابن سيده: والعَبْقَرِيّ والعَباقري ضرب من البسط، الواحدة عَبْقَرِيّة.
قال: وعَبْقَر قرية باليمن تُوَشَّى فيها الثياب والبسط، فثيابها أَجود الثياب فصارت مثلاً لكل منسوب إِلى شيء رفيع، فكلما بالغوا في نعت شيء مُتَناهٍ نسبوه إِليه، وقيل: إِنما يُنْسَب إِلى عَبْقَر الذي هو موضع الجن، وقال أَبو عبيد: ما وجدنا أَحداً يدري أَين هذه البلاد ولا متى كانت.
ويقال: ظُلْمٌ عَبْقَرِيّ ومالٌ عَبْقَرِيّ ورجل عَبْقَرِيّ كامل.
وفي الحديث: أَنه قصَّ رُؤيا رآها وذكر عمرَ فيها فقال: فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه؛ قال الأَصمعي: سأَلت أَبا عمرو بن العلاء عن العَبْقَرِيّ، فقال: يقال هذا عَبْقَرِيُّ قومٍ، كقولك هذا سيدُ قوم وكبيرهم وشديدهم وقويُّهم ونحو ذلك.
قال أَبو عبيد: وإِنما أَصل هذا فيما يقال أَنه نسب إِلى عَبْقَر، وهي أَرض يسكنها الجنُّ، فصارت مثلاً لكل منسوب إِلى شيء رفيع؛ وقال زهير: بِخَيْلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَريةٌ،جَديرون يوماً أَن يَنالوا فيَسْتَعْلُوا وقال: أَصل العَبْقَرِيّ صفةٌ لكل ما بولغ في وصفه، وأَصله أَن عَبْقَرَ بلد يُوشَّى فيه البسُط وغيرُها، فنُسب كل شيء جيّد إِلى عَبْقَر.
وعَبْقَريُّ القومِ: سيدُهم، وقيل: العَبْقَريّ الذي ليس فوقه شيء، والعَبْقَريّ: الشديد، والعَبْقَرِيُّ: السيد من الرجال، وهو الفاخر من الحيوان والجوهر.
قال ابن سيده: وأَما عَبَقُرٌ فقيل أَصله عَبَيْقُرٌ، وقيل: عَبَقُور فحذفت الواو، وقال: وهو ذلك الموضع نفسه.
والعَبْقَرُ والعَبْقَرةُ من النساء: المرأَة التارّة الجميلة؛
قال: تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأَزواجه عِشاراً، وعَبقرةً عَبْقَرا أَراد عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً فأَبدل من الهاء أَلفاً للوصل، وعَبْقَر: من أَسماء النساء.
وفي حديث عصام: عينُ الظَّبْية العَبْقَرةِ؛ يقال: جارية عَبْقَرةٌ أَي ناصِعَةُ اللون، ويجوز أَن تكون واحدةَ العَبْقَرِ، وهو النرْجِسُ تشبّه به العين.
والعَبْقَرِيّ: البساطُ المُنَقّش.
والعَبْقَرةُ: تَلأْلُؤُ السراب.
وعَبْقَرَ السرابُ: تَلأْلأَ.
والعَبَوْقَرة: اسم موضع؛ قال الهجري: هو جبل في طريق المدينة من السَّيالة قبل مَللٍ بميلين؛ قال كثير عزة: أَهاجَك بالعَبَوْقَرةِ الدِّبارُ؟ نَعَمْ منّا مَنازِلُها قِفارُ والعَبْقَرِيّ: الكذب البحت.
كَذِبٌ عَبْقَرِيٌّ وسُمَاقٌ أَي خالص لا يَشوبُه صِدْق.
قال الليث: والعَبْقَرُ أَول ما ينبت من أُصول القصب ونحوه، وهو غضٌّ رَخْصٌ قبل أَن يظهر من الأَرض، الواحدة عَبْقَرة؛ قال العجاج:كَعَبْقَراتِ الحائرِ المَسْحو؟
قال: وأَولادُ الدهاقِين يقال لهم عَبْقر، شبَّههمِ لتَرارتِهم ونَعْمتِهم بالعَبْقَر؛ هكذا رأَيت في نسخ التهذيب، وفي الصحاح: عُنْقُرُ القَصَب أَصْلُه، بزيادة النون، وهذا يحتاج إِلى نظر، والله أَعلم بالصواب.
عنوان الظرف في علم الصرف
هارون عبد الرزاق
حروف الزيادة
وهي عشرة يجمعها قولك : سألتمونيها
والزائد قسمان
زائد لمعنى كالسين والتاء في استغفر فانها للطلب
وفي استحجر فانها للصيرورة
وزائد للالحاق ونحوه
كالواو في كوثر
فانها زيدت للالحاق في جعفر
ومعنى الالحاق جعل كلمة على مثال أخرى
وتعرف زيادة الحرف في الكلمة بأن يكون لها معنى بدونه
وتوجد في المشتق دون المشتق منه
الصوت سابقة اللغة العربية
علي محمد آل عسكر العبيدي
لم تحظى أي لغة من لغات العالم مثلما حظيت به
اللغة العربية من إهتمام في مجال الدراسات الصوتية
علما أن الدراسات الصوتية هي سابقة اختص بها العرب
دون غيرهم من الامم ، علما أن الدارسين في هذا المجال
أخذوه من العرب
واهتم العرب بالدراسات الصوتية منذ نزول القرآن
على نبينا صلى الله علية وسلم
وبزوغ شمس الإسلام الذي فتح بوابة العلوم والثقافة والتطور
تذكرة الحفاظ في بعض المترادف من الألفاظ
نظم الشيخ سعيد بن سعد بن نبهان الترمي الحضرمي
ذكر الخلق ، والدين ، والفرح ، والحسن ، والفوز
تقول مثل خلق الله البشر أنشأ ذرأ برأ وفطر
كالدين شرعٌ شرعةٌ شريعة وصبغةٌ وملةٌ منيعة
كالفرح البهجة والسرور والارتياح جذل وحبور
كالحُسْنِ والجمال قل نظارة وسامةٌ وضاءةٌ ونضرةُ
صباحةٌ ملاحةٌ رشاقةُ رونقٌ وزهرةٌ وزينةُ
ومثلُ فوزٍ ظفرٌ نجاحُ والفلحُ النّجاةُ والفلاحُ
شرح أبيات مبادئ اللغة
لأبي عبدالله محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي
وصف القمر
وذو شامة سوداء في حُرِّ وجهه مجلّلةٍ لا تنجلي لزمانِ
ويدرك في تسعٍ وخمسٍ شبابهُ ويهْرَمُ في سبعٍ معاً وثمانِ
البحور الصافية
بحر يتالف شطره من تكرار تفعيلة واحدة مرتين
وهو الهزج وشطره : مفاعيلن مفاعيلن
بحور يتألف شطرها من تكرار تفعيلة واحدة ثلاث مرات وهي
الكامل : شطره متفاعلن متفاعلن متفاعلن
الرمل : شطره فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
الرجز : شطره مستفعلن مستفعلن مستفعلن
بحور يتألف شطرها من تكرار تفعيلة واحدة أربع مرات وهي
المتقارب: وشطره فعولن فعولن فعلون فعلون
المتدارك: وشطره فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
أو فعلن فعلن فعلن فعلن
شرح الأزهرية
للشيخ خالد الأزهري
باب الفاعل
الفاعل هو الأسم الصريح أو المؤول المسند اليه فعل متعد أو لازم أو شبهه
وهو اسم الفاعل وأمثلة المبالغة والصفة المشبهة واسم التفضيل
مقدم أي الفعل أو شبهه عليه أي على الفاعل
على جهة قيامه به أو وقوعه منه
فالأول وهو اسناد الفعل الى الفاعل على جهة قيامه به نحو علم زيد
فإن العلم قائم بزيد أي ملتبس به
والثاني وهو اسناد الفعل الى الفاعل على جهة وقوعه منه
نحو قام زيد
فان القيام وقع من زيد أي أحدثه
وعلم من هذين المثالين أن اسناد الفعل الى الفاعل يكون حقيقة كالمثال الثاني
ومجازا كالمثال الأول
ومثال اسم الفاعل مختلف ألوانه ومثال ما يفيد المبالغة أضراب زيد
ومثال الصفة المشبهة زيد حسن وجهه
ومثال اسم التفضيل ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الحكل منه في عين زيد
ومثال الأسم المؤول أولم يكفهم أنا أنزلنا ، أي انزالنا
ديوان ذي الرمة
شرح الخطيب التبريزي
تصابيت في أطلال مية بعدما نبا نبوةً بالعين عنها دثورُها
بوهبين أجلى الحيُّ عنها وراحت بها بعدَ شرقيِّ الرياح دبورُها
وأنواء أحوالً تباعٍ ثلاثةٍ بها كان مما يستحيرُ مطيرها
عفت عرصاتٌ حولها وهي سُفعةٌ لتهييج أشواقٍ بواقٍ سطورُها
التصابي: أن يتبع الصبا
وقوله : (بعد ما نبا نبوة دثورها)، اي : دفع الدثورُ العين عن معرفتها
وعنها : عن الأطلال
والنبو : التجافي عن الشئ والارتفاع عنه
الداثر : الذي قد امّحي ودرس
وهبين : موضع
أجلى الحي عنها : أي انكشفوا
شرقي الرياح : تجيء من نحو المشرق ، وهي : الصبا ،
والدبور : تجيء من نحو المغرب
والمرواحة : أن تجيء هذه مرة وهذه مرة
أنواء : الواحد نوء ، تقول العرب (مطرنا بنوء كذا وكذا ) والنوء : سقوط
النجم وظهور آخر ، وانما المطر بالله لا بالنوء
يتحيّر ، لا يكاد يبرح ، يريد : الغيم
عفت عرصات : أي درست ، وكل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة
سفعة : تضرب الى السواد
بواق سطورها : يقول أثرها كأنه سطور ، يريد : أثر العرصات
تسهيل البلاغة
أبي عبد الله فيصل بن عبدة الحاشدي
الفصاحة
الفصاحة لغة
الإبانة والظهور قال سبحانه وتعالى : (وهارون هو أفصح مني لسانا ) القصص : 34 ، أي أبين مني قولاً
والعرب تقول : ( افصح الصبح ) إذا أضاء
وأفصح الصبي : إذا بان كلامه
وتعرف الفصاحة اصطلاحاً
عبارة عن الالفاظ البينة الظاهرة المتبادرة الى الفهم
المأنوسة الاستعمال بين الأدباء والشعراء
لمكان حسنها
ولطافة موقعها
ورشاقة تركيبها
المتنبي
الإبداع والحكمة
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ
يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ
أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى
يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ
مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ
الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ
يَحمي اِبنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ
ما بَينَ رِجلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ
أَقِمِ المَسالِحَ فَوقَ شُفرِ سُكَينَةٍ
إِنَّ المَنِيَّ بِحَلقَتَيها خِضرِمُ
وَاِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خَلقَكَ ناقِصٌ
وَاِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ
وَغِناكَ مَسأَلَةٌ وَطَيشُكَ نَفخَةٌ
وَرِضاكَ فَيشَلَةٌ وَرَبُّكَ دِرهَمُ
وَاِحذَر مُناواةَ الرِجالِ فَإِنَّما
تَقوى عَلى كَمَرِ العَبيدِ وَتُقدِمُ
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي
عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
يَمشي بِأَربَعَةٍ عَلى أَعقابِهِ
تَحتَ العُلوجِ وَمِن وَراءٍ يُلجَمُ
وَجُفونُهُ ما تَستَقِرُّ كَأَنَّها
مَطروفَةٌ أَو فُتَّ فيها حِصرِمُ
وَإِذا أَشارَ مُحَدِّثاً فَكَأَنَّهُ
قِردٌ يُقَهقِهُ أَو عَجوزٌ تَلطِمُ
يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ
حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً
وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ
وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً
وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ
وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ
أَرسَلتَ تَسأَلُني المَديحَ سَفاهَةً
صَفراءُ أَضيَقُ مِنكَ ماذا أَزعُمُ
أَتُرى القِيادَةَ في سِواكَ تَكَسُّباً
يا اِبنَ الأُعَيِّرِ وَهيَ فيكَ تَكَرُّمُ
فَلَشَدَّ ما جاوَزتَ قَدرَكَ صاعِداً
وَلَشَدَّ ما قَرُبَت عَلَيكَ الأَنجُمُ
وَأَرَغتَ ما لِأَبي العَشائِرِ خالِصاً
إِنَّ الثَناءَ لِمَن يُزارَ فَيُنعِمُ
وَلِمَن أَقَمتَ عَلى الهَوانِ بِبابِهِ
تَدنو فَيُوجأُ أَخدَعاكَ وَتُنهَمُ
وَلِمَن يُهينُ المالَ وَهوَ مُكَرَّمٌ
وَلِمَن يَجُرُّ الجَيشَ وَهوَ عَرَمرَمُ
وَلِمَن إِذا اِلتَقَتِ الكُماةُ بِمازِقٍ
فَنَصيبُهُ مِنها الكَمِيُّ المُعلَمُ
وَلَرُبَّما أَطَرَ القَناةَ بِفارِسٍ
وَثَنى فَقَوَّمَها بِآخَرَ مِنهُمُ
وَالوَجهُ أَزهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
وَالرُمحُ أَسمَرُ وَالحُسامُ مَصَمِّمُ
أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ
المبنيات
جميعُ الحروف
الأفعالُ ما عدا الفعل المضارع المجرد الذي لم يتصل بآخره شئ
الفعلُ الماضي.
فعْلُ الأمْرِ.
الفِعْلُ المضارعُ إذا اتَّصَلتْ به نونُ الإناثِ أو نونا التَّوكيد.
الأسماءُ في ستَّةِ أنواعٍ منها فقط، هي
الضمائر.
أسماءُ الشَّرطِ.
أسماءُ الاستفهامِ.
أسماءُ الإشارةِ.
أسماءُ الأفعالِ.
الأسماء الموصولة
الدرة الألفية في علم العربية
ابن معطي
الإعراب والبناء
القول في الإعراب والبناء الأصل في الإعراب للأسماء
وحدّه تغيّر في الآخر بعامل مقدرٍ أو ظاهر
بالرفع أو بالنصب أو بالجر كمرَّ زيد راكبا بعمرو
ْوالجزم من ألقابه كلم يَرُمْ وليس في الأسماء شئ ينجزم
ُّوليس في الأفعال ما ينجر فعوِّضت جزماً بها يقرّ
والحرف مبنياً بكل حال والأصل في البناء للأفعال
وحذّهُ لزوم آخر الكلم حركة ما أو سكوناً التزم
ِِكحيثُ أينَ أمسِ كمْ فقس تصب وعلّة البناء ذكرها يجب
أعني في الاسم وهو أن يضارعا الحرف أو كان اسم فعلٍ واقعا
كمن وإيهٍ ونزال وهلمَّ ولفظ غير المتمكّن يعمّ
فالمعرب الاسم الّذي تمكّنا ثم مضارعٌ سيأتي بينا
أحمد شوقي
القدرات البلاغية في التشبيه
أرى شجراً في السماء احتجب وشق العنان بمرأىً عجب
دلالة على مدى طول هذه الأشجار وارتفاعها الى عنان السماء
اي الى السحاب
مآذن قامت هنا أو هناك ظواهرها درج من شذب
وليس يؤذن فيها الرجال ولكن تصيح عليها الغرب
في هذين البيتين يشبه الشاعر النخيل بالمآذن ويقارن بينهما فيقول بأن النخلة كالمآذن منتشرة في جميع الأرجاء
وباسقة من بنات الرمال نمت وربت في ظلال الكثب
هذه النخلة بُنية من بنات الرمل فهي بيئتها وسر جمال هذه البيئة
كسارية الفلك أو كالمسلة أو كالفنار وراء العبب
هذا البيت كله عبارة عن صورة بلاغية قوية في تشبيه
الشعر والشعراء
ابن قتيبة
النابغة الذبياني
مكث النابغة زماناً لا يقول الشعر
فأمر يوماً بغسل ثيابه وعصَّب حاجبيه على عينيه
فلما نظر الى الناس قال
المرءُ يأملُ أن يعيـ شَ وطول عيشٍ ما يضرهُ
تفنى بشاشتهُ ويبـ قى بعد حلو العيشِ مرهُ
وتخونه الأيامُ حـ تى لا يرى شيئاً يسرهُ
كم شامتٍ بي إن هلكـ تُ، وقائلٍ لله دره
الأمالي
أبو علي القالي
الجثلة والمعزِّبة
وجثلته ومعزبته : أمرأته ، وقال غيره : حوبته أيضا
قال ابو زيد : والحوبة القرابة من قبل الأم
وكذلك كل ذي رحم مُحْرم
قال يعقوب : الحوبة : الأم والفصيلة : رهط الرجل الأدنون
ابو فراس الحمداني
ياعيد
الكامل في اللغة والادب
للمبرد
من أقوال الحكماء
قال بعض الحكماء من أدب ولده صغيراً سُر به كبيرا
وكان يقول من أدب ولده أرغم حاسده
وقال بعض الحكماء
ثلاث لا غربة معهن
مجانبة الريب
وحسن الأدب
وكف الأذى
رثاء الأندلس
ابي البقاء الرندي
وليل صبابة كالدهر طولا تنكر لي وعرفه التمام
كأن سماءه روض تجلى بزهر الزُّهر والشرق الكمام
كأن البدر تحت الغيم وجهه عليه من ملاحته لثام
البيان والتبيين
الجاحظ
تعريف البيان
قال ثمامة
قلت لجعفر بن يحيى : ما البيان؟ قال
أن يكون الاسم يحيط بمعناك
ويجلي عن مغزاك
وتخرجه عن الشركة
ولا تستعين عليه بالفكرة
والذي لا بد له منه
أن يكون سليماً من التكلف
بعيداً من الصنعة
بريئاً من التعقد
غنياً عن التأويل
شرح ديوان أبي تمام
لأبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى الأعلم الشنتمري
عسى وطن يدنوا بهم ولعلما وان تعقب الايام فيهم فربما
لهم منزل قد كان كالبيض الدمى فصيح المغاني ثم أصبح أعجما
يشير الى أن الأيام فرقت بينه وبين من يهواه فان أحسنت عاقيته فيهم جمعت بينه
وبينهم
الدمى جمع دمية ، وهي صوره رخام كانت تصور أحسن صورة ويتخذها
الرجل عند فقده من يحب يتأسى بها
المقدمة الجزولية
أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي
[باب (الحال)]
الحال تبين كيفية حال الموصوف في حال وجود الوصف به، أو الصفة في حال وجودها بالموصوف، وأصلها أن تكون نكرة وصفا لمعرفة مشتقة بعد كلام تام منتقلة، مقدرة بفي.
وقد تكون معرفة في حكم النكرة، ووصفا لنكرة، وجامدة في حكم المشتق، ولازمة وبعد كلام في حكم التام وإن لم يكنه.
والعامل في الحال إما لفظ فيجوز التقديم والتأخير ما لم يكن العامل فيها صلة للألف واللام، أو مصدرا، وإما معنى فلا يجوز التقديم بخلاف الظرف.
وتقع الجملة الاسمية والفعلية موقعها، مشتملة على ضمير يعود على ذي الحال وغير مشتملة، فإن خلت الاسمية منه لزمتها واو الحال، ولا تخلو الفعلية منه إلا والفعل ماض معنى أو معنى
ولفظا، فإذا خلت منه لزمت الواو، ولا تجيء الواو مع المضارع غير الماضي مبنًى إلا قليلا، وإذا لم يجب الإتيان بالواو في الجملة الاسمية كان مختارا، وفي حكمها الماضي معنى أو لفظا ومعنى
وعلى كل حال لا بد من قد في الماضي لفظا ومعنى ظاهرة أو مقدرة.
مغني اللبيب من كتب الأعاريب
ابن هشام الأنصاري
أمْ
على أربعة أوجه: أحدها: أن تكون متصلة وهي منحصرة في نوعين؛ وذلك لأنها إما أن تتقدم عليها همزةُ التسوية نحو: (سواءٌ عليهم أستغفرْتَ لهم أم لمْ تستغفرْ لهم) (سواءٌ علينا أجَزعْنا أمْ صبرْنا) وليس منه قولُ زهير:
وما أدْري وسوفَ إخالُ أدْري ... أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
لما سيأتي، أو تتقدم عليها همزةٌ يُطلب بها وبأمْ التعيينُ نحو: أزَيْدٌ في الدار أمْ عَمْرو وإنما سميت في النوعين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يُستَغْنى بأحدهما عن الآخر، وتسمى أيضاً مُعادِلة؛ لمعادَلتها للهمزة في إفادة التسوية في النوع الأول والاستفهامَ في النوع الثاني.
ويفترق النوعان من أربعة أوجه: أولها وثانيها: أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جواباً؛ لأن المعنى معها ليس على الاستفهام، وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب لأنه خبر، وليست تلك كذلك، لأن الاستفهام معها على حقيقته.
والثالث والرابع: أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين، ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين، وتكونان فعليتين كما تقدّم، واسميتين كقوله:
ولستُ أبالي بعدَ فقديَ مالكاً ... أموتي ناءٍ أم هو الآنَ واقعُ
ومختلفتين نحو: (سواءٌ عليكم أدَعوْتُموهُم أمْ أنتمْ صامتونَ) وأم الأخرى تقع بين المفردين، وذلك في الغالب فيها، نحو: (أأنتمْ أشدُّ خَلْقاً أم السماءُ) وبين جملتين ليستا في تأويل المفردين، وتكونان أيضاً فعليتين كقوله:
فقُمتُ للطّيفِ مُرتاعاً فأرّقني ... فقلت: أهْي سَرتْ أمْ عادني حُلْمُ
وذلك على الأرجح في هي من أنها فاعل بمحذوف يفسره سَرَتْ. واسميتين كقوله:
لعمرُكَ ما أدْري وإنْ كُنتُ دارياً ... شُعيثُ ابنُ سهمٍ أم شُعيثُ ابنُ منقرِ
الأصل أشُعَيْثٌ بالهمز في أوله والتنوين في آخره؛ فحذفهما للضرورة، والمعنى: ما أدري أيُّ النسبين هو الصحيح، ومثلُه بيتُ زهيرٍ السابق.
والذي غَلّط ابنَ الشّجري حتى جعله من النوع الأول توهُّمُه أن معنى الاستفهام فيه غير مقصود البتة؛ لمنافاته لفعل الدِّراية.
وجوابُه أن معنى قولك علمت أزيد قائم علمت جوابَ أزيد قائم، وكذلك ما علمت.
وبين المختلفتين، نحو (أأنتُمْ تخلُقونهُ أم نحنُ الخالقونَ) وذلك أيضاً على الأرجح من كون أنتم فاعلاً.
مسألة
أم المتصلة التي تستحق الجوابَ إنما تُجابُ بالتعيين؛ لأنها سؤال عنه؛ فإذا قيل أزيد عندك أم عمرو قيل في الجواب: زيد، أو قيل: عمرو، ولا يقال لا ولا نعم.
فإن قلت: فقد قال ذو الرُّمّة:
تقولُ عجوزٌ مَدرجي مُتروحاً ... على بابها من عند أهلي وغاديا:
أذُو زَوجةٍ بالمِصْرِ، أمْ ذُو خصومةٍ ... أراكَ لها بالبصرةِ العامَ ثاوِيا؟
فقُلتُ لها: لا، إنّ أهلي جيرةٌ ... لأكْثبة الدَّهْنا جميعاً وماليا
وما كُنتُ مُذ أبصرتني في خُصومةٍأراجعُ فيها يا بنة القومِ قاضيا
قلت: ليس قوله لا جواباً لسؤالها، بل ردٌّ لما توهّمته من وقوع أحد الأمرين: كونِه ذا زوجة، وكونِه ذا خصومة، ولهذا لم يكتف بقوله لا، إذ كان ردّ ما لم تلفظ به إنما يكون بالكلام التام؛ فلهذا قال: إن أهلي جيرة - البيت ووما كنت مذ أبرصتني - البيت.
مسألة
إذا عطَفْتَ بعد الهمزة بأو؛ فإن كانت همزة التسوية لم يجز قياساً، وقد أولِعَ الفقهاء وغيرُهم بأن يقولوا سواء كان كذا أو كذا وهو نظير قولهم يجب أقلَّ الأمرين من كذا أو كذا والصوابُ العطف في الأول بأم، وفي الثاني بالواو، وفي الصحاح تقول: سواءٌ عليَّ قمتَ أو قعدت انتهى. ولم يذكر غيرَ ذلك، وهو سهو، وفي كامل الهذلي أن ابن محيصن قرأ من طريق الزعفراني (سَواءٌ عليهم أأنذرتَهُم أو لمْ تنذرهم) وهذا من الشذوذ بمكان، وإن كانت همزةَ الاستفهام جاز قياساً، وكان الجواب بنعم أو بلا، وذلك أنه إذا قيل أزيدٌ عندك أو عمرو فالمعنى أأحدهما عندك أم لا؛ فإن أجبت بالتعيين صح؛ لأنه جوابٌ وزيادة، ويقال آلحسنُ أو الحسينُ أفضَلُ أم ابنُ الحنفيّة؟ فتعطف الأول بأو، والثاني بأم، ويجاب عندنا بقولك: أحدهما، وعند الكَيْسانية بابن الحنفيّة، ولا يجوز أن تجيب بقولك الحسن أو بقولك الحسين، لأنه لم يسأل عن الأفضل من الحسن وابن الحنفية ولا من الحسين وابن الحنفية، وإنما جعل واحداً منهما لا بعينه قَريناً لابن الحنفية؛ فكأنه قال: أأحدهما أفضل أم ابن الحنفية؟
مسألة
سمع حذف أم المتصلة ومعطوفها كقول الهُذلي:
دعاني إليها القلبُ إنّي لأمرِهِ ... سميعٌ فما أدْري أرُشدٌ طِلابُها
تقديره أم غَيّ، كذا قالوا، وفيه بحث كما مرّ، وأجاز بعضهم حذفَ معطوفها بدونها، فقال في قوله تعالى (أفلا تُبصرونَ أم): إنّ الوقفَ هنا، وإن التقدير، أم تبصرون، ثم يبتدأ (أنا خير) وهذا باطل؛ إذ لم يُسمَع حذف معطوف بدون عاطفه، وإنما المعطوفُ جملة (أنا خير) ووجه المعادلة بينها وبين الجملة قبلها أن الأصلَ: أم تبصرون، ثم أُقيمت الاسميةُ مقامَ الفعلية والسبب مقام المسبب؛ لأنهم إذا قالوا له أنت خير كانوا عنده بُصراء، وهذا معنى كلام سيبويه.
فإن قلت: فإنهم يقولون: أتفعل هذا أم لا، والأصْلُ أم لا تفعل.
قلت: إنما وقع الحذفُ بعد لا، ولم يقع بعد العاطف، وأحرفُ الجواب تُحذف الجمل بعدها كثيراً، وتقوم هي في اللفظ مقام تلك الجمل؛ فكأن الجملة هنا مذكورة؛ لوجود ما يغني عنها.
وأجاز الزمخشري وحده حذفَ ما عطفت عليه أمْ؛ فقال في (أم كُنتُمْ شُهداءَ): يجوز كونُ أم متصلة على أن الخطاب لليهود، وحذف معادلها، أي أتدّعونَ على الأنبياء اليهوديةَ أم كنتم شهداء، وجوّز ذلك الواحدي أيضاً، وقدّر: أبلغكم ما تنسبون الى يعقوب من إيصائِه بنيه باليهودية أم كنتم شهداء، انتهى.
الوجه الثاني: أن تكون منقطعة، وهي ثلاثة أنواع: مسبوقةٌ بالخبر المحض، نحو (تنزيلُ الكتابِ لا ريبَ فيه من ربّ العالمين أم يقولون افتراه) ومسبوقة بهمزة لغير استفهام نحو (ألهم أرْجُلٌ يمشونَ بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها)؛ إذ الهمزة في ذلك للإنكار، فهي بمنزلة النفي، والمتصلة لا تقع بعده. ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة، نحو (هل يستوي الأعمى والبصيرُ أمْ هل يستوي الظُّلُماتُ والنّور).
ومعنى أم المنقطعة الذي لا يفارقها: الإضراب، ثم تارة تكون له مجرداً، وتارة تتضمن مع ذلك استفهاماً إنكارياً، أو استفهاماً طلبياً.
فمن الأول (هل يستوي الأعمى والبصيرُ أمْ هل تستوي الظُّلُمات والنّورُ أمْ جعلوا لله شركاء) أما الأولى فلأن الاستفهام لا يدخل على الاستفهام، وأما الثانية فلأنّ المعنى على الإخبار عنهم باعتقاد الشركاء، قال الفراء: يقولون هل لك قِبَلنا حقٌّ أم أنت رجل ظالم يريدون بل أنت.
ومن الثاني (أمْ له البناتُ ولكُم البنون) تقديره: بل أله البنات ولكم البنون؛ إذ لو قدرت للإضراب المحض لزمَ المُحال.
ومن الثالث قولهم إنّها لإبلٌ أم شاء، التقدير: بل أهي شاء.
وزعم أبو عُبيدة أنها قد تأتي بمعنى الاستفهام المجرد، فقال في قول الأخطل:
كذبتْك عينُكَ أمْ رأيتَ بواسطٍ ... غلسَ الظّلامِ من الرّبابِ خيالا
إن المعنى: هل رأيتَ؟ ونقل ابن الشّجري عن جميع البصريين أنها أبداً بمعنى بل والهمزة جميعاً، وأن الكوفيين خالفوهم في ذلك، والذي يظهر لي قولهم؛ إذِ المعنى في نحو: (أمْ جعلوا لله شركاء) ليس على الاستفهام، ولأنه يلزم البصريين دعوى التوكيد في نحو (أمْ هل تستوي الظُّلُماتُ) ونحو (أمْ ماذا كنتم تعملون) (أم من هذا الذي هو جندٌ لكم) وقوله:
أنّى جَزَوْا عامراً سُوءى بفعلهمُ ... أم كيف يجزونني السّوءى من الحسنِ؟
أمْ كيفَ ينفعُ ما تُعطي العَلوقُ به ... رئمان أنفٍ إذا ما ضُنَّ باللَّبنِ؟
العَلوق - بفتح العين المهملة - الناقة التي علق قلبها بولدها، وذلك أنه يُنحر ثم يُحشى جلده تبناً ويجعل بين يديها لتشمه فتدرَّ عليه؛ فهي تسكن إليه مرة، وتنفر عنه أخرى.
وهذا البيت ينشد لمن يعدُ بالجميل ولا يفعله؛ لانطواء قلبه على ضده، وقد أنشده الكسائيُّ في مجلس الرشيد بحضرة الأصمعي؛ فرفع رئمان فردّه عليه الأصمعي، وقال: إنه بالنصب، فقال له الكسائي: اسكت، ما أنت وهذا؟ يجوز الرفع والنصب والجر، فسكت. ووجههُ أن الرفع على الإبداع من ما والنصب بتُعطي، والخفض بدلٌ من الهاء، وصوّب ابن الشّجري إنكار الأصمعي، فقال: لأن رئمانها للبَوّ بأنفها هو عطيتها إياه لا عطيّة لها غيره؛ فإذا رفع لم يبق لها عطية في البيت؛ لأن في رفعه إخلاء تعطي من مفعوله لفظاً وتقديراً، والجر أقربُ الى الصواب قليلاً، وإنما حقُّ الإعراب والمعنى النصبُ، وعلى الرفع فيحتاج الى تقدير ضمير راجع الى المبدل منه، أي رِئْمانُ أنفٍ له.
والضمير في بفعلهم لعامر؛ لأن المراد به القبيلة، ومن بمعنى البدل مثلها في (أرَضيتم بالحياةِ الدُّنيا من الآخرة) وأنكر ذلك بعضهم، وزعم أن من متعلقة بكلمة البدل محذوفة.
ونظير هذه الحكاية أن ثعلباً كان يأتي الرِّياشيَّ ليسمع منه الشعر، فقال له الرياشي يوماً: كيف تروي بازل من قوله:
ما تنقمُ الحربُ العَوانُ منّي ... بازل هامينِ حَديث سِنّي
لمثْلِ هذَا ولدتني أُمّي
فقال ثعلب: ألمثلي تقول هذا؟ إنما أصير إليك لهذه المُقطّعات والخرافات، يروى البيت بالرفع على الاستئناف، وبالخفض على الإتباع، وبالنصب على الحال.
ولا تدخل أم المنقطعة على مفرد، ولهذا قدروا المبتدأ في إنها لإبلٌ أمْ شاءٌ وخرق ابنُ مالكٍ في بعض كتبه إجماعَ النحويين؛ فقال: لا حاجة الى تقدير مبتدأ، وزعم أنها تعطف المفردات كبَلْ وقدرها هنا ببل دون الهمزة، واستدل بقول بعضهم إن هناك لإبلاً أم شاء بالنصب، فإن صحت روايته فالأولى أن يُقدَّر لشاء ناصبٌ، أي أم أرى شاءً.
تنبيه
قد تردُ أم محتملة للاتصال والانقطاع؛ فمن ذلك قولُه تعالى (قلْ أتخذتمْ عند الله عَهداً فلن يُخلفَ الله عهده أمْ تقولونَ على اللهِ ما لا تعلمونَ) قال الزمخشري يجوز في أم أن تكون مُعادلة بمعنى أي الأمرين كائن على سبيل التقرير؛ لحصول العلم بكون أحدهما، ويجوز أن تكون منقطعة، انتهى.
ومن ذلك قول المتنبي:
أُحادٌ أمْ سداسٌ في أُحادِ ... لُيَيْلتُنا المنوطةُ بالتّنادي؟
فإن قدّرْتها فيه متصلة فالمعنى أنه استطال الليلة فشكّ أواحدةٌ هي أم ست اجتمعت في واحدة فطلبَ التعيين، وهذا من تجاهل العارف كقوله:
أيا شجر الخابورِ مالكَ مُورقاً؟ ... كأنّك لم تجزع على ابنِ طريفِ!
وعلى هذا فيكون قد حذف الهمزة قبل أحاد ويكون تقديم الخبر وهو أحاد على المبتدأ وهو لييلتنا تقديماً واجباً؛ لكونه المقصودَ بالاستفهام مع سُداس؛ إذ شرطُ الهمزة المعادلة لأم أن يليها أحدُ الأمرين المطلوب تعيين أحدهما، ويلي أم المعادلُ الآخر؛ ليفهم السامع من أول الأمرين المطلوب تعيين أحدهما، ويلي أم المعادلُ الآخر؛ ليفهم السامع من أول الأمر الشيء المطلوب تعيينه، تقول إذا استفهمت عن تعيين المبتدأ أزيدٌ قائم أمْ عمروٌ وإن شئت أزيد أم عمرو قائم وإذا استفهمت عن تعيين الخبر أقائمٌ زيدٌ أم قاعد وإن شئت أقائمٌ أم قاعدٌ زيد. وإن قدّرتها منقطعةً فالمعنى أنه أخبرَ عن ليلته بأنها ليلة واحدة، ثم نظر الى طولها فشكّ فجزم بأنها ست في ليلة فأضرب، أو شك هل هي ست في ليلة أم لا فأضرب واستفهم وعلى هذا فلا همزة مقدرة، ويكون تقديم أحاد ليس على الوجوب؛ إذ الكلام خبر، وأظهرُ الوجهين الاتصال؛ لسلامته من الاحتياج الى تقدير مبتدأ يكون سداسٌ خبراً عنه في وجه الانقطاع، كما لزم عند الجمهور في إنها لإبلٌ أم شاء ومن الاعتراض بجملة أم هي سداس بين الخبر وهو أحاد والمبتدأ وهو لييلتنا، ومن الإخبار عن الليلة الواحدة بأنها ليلة، فإن ذلك معلومٌ لا فائدة فيه؛ ولك أن تعارض الأول بأنه يلزم في الاتصال حذف همزة الاستفهام وهو قليل، بخلاف حذف المبتدأ.
واعلم أن هذا البيت اشتمل على لحناتٍ: استعمال أُحاد وسداس بمعنى واحدة وست وإنما هما بمعنى واحدة واحدة وست ست، واستعمال سُداس وأكثرهم يأباه ويخص العددَ المعدول بما دون الخمسة، وتصغير ليلة على لييلة وإنما صغرتها العرب على ليي؟ْلية بزيادة الياء على غر قياس، حتى قيل: إنها مبنية على لَيْلاة في نحو قول الشاعر:
في كلِّ ما يومٍ وكُلِّ ليْلاه
ومما قد يستشكل فيه أنه جمع بين متنافيين: استطالة الليلة وتصغيرها، وبعضهم يثبت مجيئ التصغير للتعظيم كقوله:
دُويهية تصفرُّ بها الأناملُ
الثالث: أن تقع زائدة، ذكره أبو زيدٍ، وقال في قوله تعالى (أفلا تُبْصرونَ أم أنا خيرٌ): إن التقدير أفلا تبصرون أنا خير، والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤيَّةَ:
يا ليت شعري ولا منجى من الهرمِ ... أم هل على العيشِ بعد الشيبِ من ندمِ
الرابع: أن تكون للتعريف، نقلت عن طيئ، وعن حمير، وأنشدوا:
ذاكَ خليلي وذو يُواصلني ... يرمي ورائي بامْسَهمِ وامْسَلِمهْ
وفي الحديث ليسَ منَ امْبِرِّ امْصيامُ في امْسفر كذا رواه النمر بن تولب رضي الله عنه، وقيل: إن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لامُ التعريف في أولها نحو غلام وكتاب، بخلاف رجل وناس ولباس، وحكى لنا بعض طلبةِ اليمن أنه سمع في بلادهم من يقول: خذ الرُّمْحَ، واركب امْفَرسَ، ولعل ذلك لغة لبعضم، لا لجميعهم، ألا ترى الى البيت السابق وأنها في الحديث دخلت على النوعين
قواعد البلاغة
الحزمي
الكناية
أ- تعريف الكناية:
الكناية: لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى.
مثل: "فلان طويل النجاد".
ب- أقسام الكناية:
تنقسم الكناية باعتبار المكني عنه ثلاثة أقسام:
1 أن يكون المكني عنه صفة:
مثل:
⦁ "فلان عريض القفا"
⦁ "فلان كثير الرماد".
1 أن يكون المكني عنه موصوفا:
كقول الشاعر:
الضاربين بكل أبيض مِخذم والطاعنين مجامع الأضغان
3- أن يكون المكني عنه نسبة:
كقول الشاعر:
إن السماحة والمروءة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج
المقدمة الجزولية تصنيف ابو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي نقدمها على شكل فقرات وهذه الفقرة الاولى تتخللها بعض التعليقات والحواشي أحيانا لغرض التوضيح بقلم علي محمد آل عسكر العبيدي
[باب البدل]
بدل الشيء من الشيء إن كان إياه ففيه بالنسبة إلى التعريف والتنكير أربع مسائل وبالنسبة إلى الإظهار والإضمار أربع مسائل، وإن كان بعضه فكذلك وإن كان مما يشتمل عليه الأول فكذلك، إلا أن بدل المضمر من المضمر والمضمر من
المظهر في هذين القسمين متكلف، والمشتمل عليه الأول إما وصف فيه وإما ما يكتسي منه وصفا، فإن جاء خارجا عن هذا فهو إما غلط وإما بداء.
باب
(المتعدي وغير المتعدي)
الأفعال بالنسبة إلى التعدي تنقسم قسمين: متعد وغير متعد:
فغير المتعدي: إما أفعال النفس، وإما أفعال الجسم، وإما أفعال الطبيعة.
والأبنية التي لا تقع إلا عبارة عن هذه المعاني اللازمة: فعُل الثلاثي وتفعلل وانفعل وافعلَّ في الخماسي، وافعللَّ، وافعنلل، وافعنلى، وافعالَّ في السداسي.
المتعدي: ما نصب المفعول به، ويوصل ما لا ينصب المفعول به إليه بحرف الجر، وأصله أن يلزم، إلا أن يحذف العرب شيئا فيحفظ، وقد اطرد حذفه في أنَّ وأنْ.
المتعدي ضربان: متعد إلى واحد، ومتعد إلى أكثر، فالمتعدي إلى أكثر ضربان: متعد إلى اثنين ومتعد إلى ثلاثة.
المتعدي إلى اثنين ضربان: داخل على المبتدأ والخبر وما ليس كذلك، فما ليس كذلك ضربان: متعد إلى مفعولين بنفسه ومتعد إلى أحدهما بنفسه وإلى الآخر بإسقاط حرف الجر.
فهذا الباب يجوز فيه الاقتصار على أحد المفعولين، ولا يجوز فيه الإلغاء ولا التعليق.
والداخل على المبتدأ والخبر: ظننت ما لم تكن تهمة، وحسبت، وخلت مطقا [مطلقا]، وعلمت ما لم تكن عرفانا، ورأيت ووجدت بمعناها، وزعمت الاعتقادية.
فهذا الباب لا يجوز فيه الاقتصار ويجوز التعليق والإلغاء، ولا تلغى مقدمة في الأمر العام.
والمصدر فيه كالفعل في كل ما ذكرنا، ولأجله يقبح الجمع بينهما ما لم يضمر المصدر.
وأقبح منه الجمع بينهما في الإلغاء.
والمتعدي إلى ثلاثة مفاعيل أعلم المتعدية قبل النقل إلى اثنين،
وأرى وأنبأ ونبأ وأخبر وخبر وحدث اللاتي بمعنى أعلم المذكورة.
فهذه إذا بنيت للفاعل كان حكم الأول منها حكم الأول من باب كسوت، وحكم الثاني والثالث معا حكم الثاني منه، وامتنع التعليق والإلغاء وإذا بنيت للمفعول فحكم منصوبها ما ذكر في منصوبي ظننت مطلقا.
باب
يتعدى الفعل أجمع بلا واسطة إلى المصدر، وظرف الزمان مطلقا، وظرف المكان المبهم والمعدود والمفعول له على رأي والحال والتمييز والمشبه بالمفعول، وبالواسطة إلى المفعول معه والمستثنى.
المصدر: على ثلاثة أقسام: مبهم ومعدود ومختص.
فالمبهم: هو النكرة غير الموصوفة ولا المحدودة بالهاء ولا المضافة.
والمعدود: ما فيه هاء التأنيث.
والمختص: النكرة الموصوفة والمضافة، والمعرفة بالألف واللام.
والمبهم: لتوكيد الفعل، والمختص لبيان نوعه والمعدود لعدد مراته، والاسم الذي يصحب الفعل لهذه المعاني الثلاثة مصدر في الأصل وغير مصدر.
فالمصدر ضربان: مصدر يلاقيه في الاشتقاق أو المعنى جار عليه وغير جار، ومصدر لا يلاقيه في الاشتقاق ويلاقيه في المعنى، وغير المصدر إما كل أو بعض مضافين إلى المصدر، وإما اسم لنوع منه، وإما عدد له، وإما وصف له، وإما موصوف به، وإما مضاف إليه المصدر قصدا.
ظرف الزمان: ثلاثة أقسام أيضا: معدود ومختص ومبهم.
فما كان منه جوابا لكم فهو معدود، والعمل فيه كله إلا أن يقصد التكثير، وما كان منه جوابا لمتى فهو مختص، ثم قد يكون العمل فيه كله، وقد يكون في بعضه، وما عدا ما ذكر فهو مبهم.
ثم ظرف الزمان يكون متصرفا منصرفا ومقابله، ومتصرفا لا ينصرف ومقابله، ومعنى التصرف أن يستعمل غير ظرف، ويجوز رفعه في موضع يجوز فيه نصبه ومأخذه السماع.
ومعنى الانصراف دخول التنوين: فالأول كيوم وليلة ومقابله سحرا معينا، والثاني بكرة وغدوة معينين ومقابله بكرة وعشاء ومساء وعتمة وعشية وضحوة وضحى وسحرا مبهمات.
ظرف المكان: مبهم ومختص ومعدود، فالمبهم ما له اسمه بالإضافة إلى غيره، والمختص ما له اسمه من جهة نفسه، والمعدود ما له مقدار معلوم من المسافة.
ولا يتعدى إلى المختص من هذا الباب إلا المتعدي من الأفعال إلا بواسطة، ويشتمل ظرف المكان على متمكن وغير متمكن.
هل الأسلوب هو البديل ************************************************ لا يمكن للأسلوب ومفاهيمه أن يكون بديلاً للبلاغة . كل علم من علوم الل...