ديوان ذي الرمة
شرح الخطيب التبريزي
تصابيت في أطلال مية بعدما نبا نبوةً بالعين عنها دثورُها
بوهبين أجلى الحيُّ عنها وراحت بها بعدَ شرقيِّ الرياح دبورُها
وأنواء أحوالً تباعٍ ثلاثةٍ بها كان مما يستحيرُ مطيرها
عفت عرصاتٌ حولها وهي سُفعةٌ لتهييج أشواقٍ بواقٍ سطورُها
التصابي: أن يتبع الصبا
وقوله : (بعد ما نبا نبوة دثورها)، اي : دفع الدثورُ العين عن معرفتها
وعنها : عن الأطلال
والنبو : التجافي عن الشئ والارتفاع عنه
الداثر : الذي قد امّحي ودرس
وهبين : موضع
أجلى الحي عنها : أي انكشفوا
شرقي الرياح : تجيء من نحو المشرق ، وهي : الصبا ،
والدبور : تجيء من نحو المغرب
والمرواحة : أن تجيء هذه مرة وهذه مرة
أنواء : الواحد نوء ، تقول العرب (مطرنا بنوء كذا وكذا ) والنوء : سقوط
النجم وظهور آخر ، وانما المطر بالله لا بالنوء
يتحيّر ، لا يكاد يبرح ، يريد : الغيم
عفت عرصات : أي درست ، وكل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة
سفعة : تضرب الى السواد
بواق سطورها : يقول أثرها كأنه سطور ، يريد : أثر العرصات
No comments:
Post a Comment