أدهشني كاتب هذه السطور
***************************************
فاذا اردنا، والحالة هذه، ان نقارن بين الادب العربي وغيره من الآداب، فهناك الأدب اليوناني القديم، والأدب الروماني، والأدب الفارسي، هذه الآداب كلها تصلح للمقارنة، لقرب عهدها من الأدب العربي القديم، ولظهورها وإياه في عهود متقاربة بعضها مع بعض بحيث تشكل جواً متسلسلاً متصلاً .. ومن هذه المقارنة يخرج المحقق بامور غاية في الخطورة والأهمية : أولها : إن طبيعة العقل العربي لا تنظر الى الاشياء نظرة عامة شاملة، وليس في استطاعتها ذلك، بخلاف العقل اليوناني الذي كان ينظر الى العالم نظرة عامة كاملة شاملة. وكان اليوناني أول ما نطق بالفلسفة يسأل نفسه : كيف برز هذا العالم الى الوجود ؟ ولمَ هذا التبدل والتغير فيه ؟ وأمثال هذه الاسئلة. وأما العربي فلم يتجه نظره الى شئ من هذا.
************************************************************** من الواضح جداً ان كاتب السطور لم يكن مطلعاً على الادب العربي في الجاهلية أو قالها لغاية معينة. أو سولت له نفسه أمرا. علما أنه تجاهل الكثير من الادباء والشعراء والحكماء ومن بينهم الشاعر أمية أبن أبي الصلت الذي قال فيه أبن سلام : ( وكان أمية كثير العجائب في شعره، يذكر فيه خلق السموات والأرض، ويذكر الملائكة، ويذكر من ذلك ما لم يذكره أحد من الشعراء. وكان قس بن ساعدة الإيادي من حكماء العرب قبل الإسلام قال في خطبته : (أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية). وغير هذا كثير مما يطول ذكره. وهو رد على كاتب هذه السطور وعلى غيره ممن نهج نفس المنهج
ane and 6 others
No comments:
Post a Comment