دروس في النحو
التمييز والحال
شرح وتوضيح وبيان الفروق
جمع وتحرير علي محمد آل عسكر العبيدي
قال الأستاذ نور الدين فقري
التَّمْيِيزُ
تعريفه:◄
التَّمْيِيزُ اسم نَكِرة مَنْصُوب يُوَضِّحُ كلمةً أو جملةً مُبْهَمَةً قَبْلَهُ ( مُمَيَّزٌ)، تَصْلُحُ لأن يُرَاد بها أشياء كثيرة.
أقسامه:◄
1- التَّمْيِيزُ الْمَلْفُوظُ :
يُوَضِّحُ كلمة ًواحدة مُبْهَمَةً قبله، ويُسمى أيضا تمييزَ المُفردِ أو تمييزَ الذَّاتِ، وهو أنواع:
أ- تَمْيِيزُ الكَيْلِ : اشْتَرَيْتُ رِطْلاً بَلَحاً.
ب- تَمْيِيزُ الوَزْنِ : شَرِبْتُ لِتْراً حَلِيباً.
ج- تَمْيِيزُ المِسَاحَةِ : حَصَدَ الفَلاَّحُ هِكْتَاراً قَمْحاً.
د- تَمْيِيزُ العَدَدِ : فِي المَزْرَعَةِ عِشْرُونَ عِجْلاً.
◙ ملاحظة:
التمييز الملفوظ يجوز:
● َنصْبُهُ : شَرِبْتُ كَأْساً حَلِيباً،
● جَرُّهُ بِالإضَافَةِ : شَرِبْتُ كَأْسَ حَلِيبٍ.
● جَرُّهُ بِـ ( مِنْ) : شَرِبْتُ كَأْساً مِنْ حَلِيبٍ.
2- التَّمْيِيزُ المَلْحُوظُ:
يُوَضِّحُ الغُموضَ في جُملة قَبله، وهو يُفْهَمُ من سِيَاقها من غير أن يُذْكَرَ فيها، ويُسَمَّى أيضا تَمْييزَ الجُمْلَةِ أو تَمْييزَ النِّسْبَةِ.
يكونُ التمييز الملحوظ إمّا مُحوَّلاً عن:
● فاعلٍ: حسُنَ أحمدُ خلقاً،أيّ:حسُنَ خلقُ أحمدَ.
● أو مفعولٍ بِه:زرعْتُ الحديقةَ ورداً،أيّ : زَرَعْتُ وَرْدَ الحَدِيقَةِ.
● أو مُبْتَدَإSad أنَا أكْثرُ مِنكَ مَالاً)، أيّ:مالي أكثرُ من مالِكَ.
ملاحظة:◙
يكثر استعمال التمييز الملحوظ بعد:
1- كلمةِ كذا: رأيْتُ كذا مدينةً.
2- بعد اسم التَّفضيل: العَالِمُ أَكْثَرُ النَّاسِ تَوَاضُعاً.
3- بَعد التَّعَجُّب: مَا أَعْرَقَ المَغْرِبَ حَضَارَةً. ( يجوز نصبه أو جره ب: مِنْ ).
4- في أسلوب المدح والذم: نِعْمَ اللاَّعِبُ مُدَافِعاً - بئسَ خلقاً الكذبُ.
5- فعلٍ يدلُّ على الامتلاءِ أو الزِّيادةِ: امتلأَت الغرفةُ قمحاً، اِزْدادَ الطُّلاّبُ عِلماً.
6- الفعلِ( سَمَا):سَمَا أحْمَدُ خُلُقاً.
◄ حُكْمُ تَمْيِيزُ العَدَد:
1- العَددان (وَاحِد)و(اثْنَان) يَأْتيان بعد المَعْدُود ويُوافِقانه في التَّذكير والتَّأْنيث: رَجُل ٌوَاحِدٌ- اِمْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ- رَجُلانِ اثْنَانِ- امْرَأتَانِ اثْنَتَانِ.
◙ ملاحظة: يُعْرب العدد(اثْنَان) إعْراب المُثَنَّى.
2- تَمْييزُ العَدَدِ من ثلاثة إلى عشرة يأتي جمعا مجرورا بالإضافة ويكون العَدد عَكْس المَعدود من حيث الجِنْس(مذكر/ مؤنث أو مؤنث/ مذكر)، مثال:
● قَطَفْتُ ثَلاَثَ تُفَّاحَاتٍ.
● اِشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَقْلاَمٍ.
◙ ملاحظة: العدد المُفْرد يُعْرب بالحركات الظَّاهِرة ماعَدا العدد(ثمانية) الذي يُعْرب إعْراب المَنْقوص إذا كان مُذكَّرا.
3- العدد(عشرة) يُوافِق مَعْدوده إذا كان مُرَكَّبا ويُخالِفه مُفردا مثل:
● فِي الشَّجَرَةِ تِسْعَةَ عَشَرَ غُصْناً.
● رَأَيْتُ خَمْسَةَ عَشَرَ طَالِباً.
● فِي المَسْجِدِ عَشْرَةُ أَعْمِدَةٍ.
● فِي المِحْفَظَةِ عَشْرُ كُتُبٍ.
◙ ملاحظة: تكون شِين (عشرة) مَفْتوحَة إذا كان المَعدود مُذَكرا،وساكِنة إذا كان المَعدود مُؤنَّثا.
4- تمييز العدد يكون مُفردا منصوبا مع (أحد عشر) و(تسعة عشر) و ( تسعة وتسعين) وما بينهما.
● دَخَلَ أَحَدَ عَشَرَ لاَعِباً إِلَى المَلْعَبِ.
● فِي البُسْتَانِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَخْلَةً.
5- يُوافق العددان المُركبان( أحد عشر)و(اثنا عشر) المعدود بجُزأيهما في التّذكير والتَّأنيث.
◙ ملاحظة:
● تُبْنَى الأعداد المُركبَة على فَتْح الجُزْأيْن مَاعداَ(اثْنا عَشَر)
يُعْرب جُزءُها الأول إعْراب المُثَنَّى والجُزء الثَّاني يُعرب بَدَلَ نُون المُثنَّى.
● ألْفاظُ العُقُود ( 20-30-40...) تُعْرَب إعراب جَمع المُذكر السَّالم لأنَّها مُلْحقة به.
6- تمييز العدد يكون مفردا مجرورا بالإضافة مع( المائة) و(الألف) .
● دَخَلَ الحَدِيقَةَ أَلْفُ زَائِرٍ.
● فِي المَعْرِضِ مِئَةُ عَارِضٍ.
الحال في اللغة العربية
قال الشيخ عبد الكريم الدبان في
توضيح قطر الندى
الحال من الأسماء المنصوبة، وهو: «وصفٌ فضلةٌ يبيِّن هيئةَ صاحبه عند وقوع الفعل.
والمرادُ بالوصفِ: المشتقُّ، كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة؛ تقول: جاءَ خالد راكبًا، وخرجَ زيد مغمومًا، وأقبلَ أخوك فَرِحًا، وما ورد من الأحوال جامدًا يجب تأويله بمشتقٍّ؛ مثل: بعت القمحَ صاعًا بدرهم؛ أي مُسَعَّرًا بدرهم.
والمراد بالفضلة ما ليس عمدةً؛ أي: ليس مسندًا ولا مسندًا إليه، وليس المراد بها ما يُستغنى عنه دائمًا، فقد يُستغنى عنها في مثل: جاء زيد راكبًا، وقد لا يستغنى عنها في مثل: ما جاء زيد إلا راكبًا.
والحال في قولك: جاء الرجل راكبًا، يبيِّن هيئة الرجل عند مجيئِه، لذلك قالوا: إنَّ الحال يقع في جواب كيف.
ويشترط في الحال التنكير كالأمثلة السابقة، وما ورد معرفةً يجب تأويله مثل: اجتهد وحدَك؛ أي منفردًا، ومثل: ادخلوا الأول فالأول؛ أي: مرتَّبين.
ويشترط في صاحب الحال أحدُ الأمور الآتية:
1- التعريف؛ كجاء خالد ضاحكًا.
2- أو التخصيص بوصف؛ مثل: جاء رجالٌ غرباءُ مسرعين، أو بإضافة مثل: حضر ذَوُو فاقةٍ سائلين، ومنه قوله تعالى: ﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10]، سواء حال من أربعة لتخصُّصها بالإضافةِ.
3- أو التعميم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 208]، جملة لها منذرون في محل نصب حال من قرية، وهي عامة لوقوعها في سِياق النفي.
4- أو التأخير؛ أي: تأخير صاحب الحال عن الحال، كما في قول الشاعر:
لمِيَّةَ مُوحِشًا طلل
قال الأستاذ موسى الفضالي
الفرق بين التمييز والحال
التمييز لا يكون إلا مفردا
والحال تكون مفردا أو جملة أو شبه جملة
التمييز مبين للذوات أو النسبة
والحال تكون مبينة للهيآت
التمييز لا يتعدد إلا بالعطف
والحال تتعدد بعطف وبدون عطف
لا يجوز تقديم تمييز المفرد على عامله
أما الحال فيجوز
التمييز جامد في الغالب
أما الحال فتكون مشتقة أو جامدة مؤولة بالمشتق
No comments:
Post a Comment